بقلم رياض عيسى
قبل خمسين عاماً، اندلعت شرارة الحرب الأهلية في لبنان، لتفتح أبواب الجحيم على شعبٍ أراد فقط أن يعيش بكرامة.
حربٌ لم ترحم أحداً، خطفت الأرواح، مزّقت العائلات، ودمّرت أحلام أجيالٍ بكاملها.
خمسون عاماً مرّت… وما زال الجرح نازفاً، وما زال المفقود مفقوداً، والأم تنتظر، والذاكرة تختزن صور الضحايا والخسارات.
في هذا اليوم، لا نريد فقط أن نُحيي الذكرى، بل أن نتعهد أمام أنفسنا وأمام الوطن:
أن نواجه الحقيقة بلا خوف،
أن نُطالب بكشف مصير كل مفقود ومحاسبة كل مجرم،
أن نُصغي لأوجاع الأهالي ونحمل همّ العدالة،
أن نُربّي أبناءنا على ثقافة السلام لا على خطابات الكراهية،
وأن نبني دولة لا تتكرر فيها الحرب، لأن الدولة العادلة هي الضامن الوحيد لوطنٍ آمن.
لبنان لا يحتاج إلى هدنة جديدة، بل إلى عقد وطني جديد يُعيد الثقة بين أبنائه، دولة تحترم مواطنيها، وتحفظ كرامتهم، وتصون وحدتهم.
13 نيسان ليس مجرد تاريخ…
هو تحذير دائم، وامتحان مستمر لضميرنا الجماعي.
فإما أن نتعلم من ماضينا ونبني وطناً يشبه طموحاتنا،
أو نستسلم لدورة لا تنتهي من الانقسام والدمار.
فلنختر الحياة… ولنختر لبنان الذي يليق بدماء الشهداء، لا بذاكرة الحرب فقط.