وحدات والانتفاضة : قبضة الشعب في وجه الملالي

لا مكان للديكتاتورية في إيران الغد

هزّت وحدات الانتفاضة، المنبثقة عن منظمة “مجاهدي خلق”، أركان نظام الملالي في إيران من جديد. سلسلة من العمليات الثورية، طالت مواقع الحرس الثوري ومراكز “البسيج” في 13 مدينة، شكّلت صفعة مدوّية للآلة القمعية الإيرانية، وأعادت التأكيد بأن صوت الشعب أقوى من الرصاص.

ليست هذه العمليات سوى حلقة من سلسلة طويلة من النضال، تقودها هذه الوحدات منذ تأسيسها عام 2013. شباب وشابات، من مختلف الأعراق والمذاهب، يغامرون بحياتهم من أجل وطن حر. وقد أثبتت انتفاضات 2017، 2019، و2022 أن هذه الوحدات ليست مجرد رد فعل، بل مشروع بديل قائم على التنظيم، والمقاومة، والرؤية.

ما جرى في نيسان هو تحوّل نوعي: من الاحتجاج إلى الضربات الدقيقة، من الشعارات إلى الأفعال. استهداف مراكز استخبارات، حرق رموز القمع، تدمير صور الطغاة… كلها رسائل واضحة: لا مكان للديكتاتورية في إيران الغد.

هذه الوحدات ليست معزولة. في 2024، دعم أكثر من 4000 برلماني من 50 دولة مطالب الشعب الإيراني، وأُرسلت عشرات آلاف الرسائل إلى قمة “إيران الحرة”. الأمل يتعاظم. والنظام، وإن حاول التعتيم، يعيش حالة هلع. الاعترافات الصادرة عن وزير الاستخبارات تؤكد أن النظام بات يرى هذه الوحدات “منظمة” و”خطرًا استراتيجياً”.

الاقتصاد المنهار، التمييز الطائفي، الفقر المتفشي، والإعدامات الجماعية… كل ذلك لم يعد يُقابل بصمت. وحدات الانتفاضة اليوم، هي الرد الحقيقي على الظلم، وهي الحلم المتجدد بالحرية، وهي المسمار الذي يدقّ في نعش سلطة قمعية تُغذّي الفساد بالقمع، وتُحافظ على نفسها بالدم.

ربما لا يعترف العالم بعد علنًا بشرعية هذه الثورة الكامنة، لكن ما يحصل على الأرض يقول إن التغيير السياسي في إيران لم يعد سؤال “إذا”، بل “متى”. والإجابة، إن بقي هذا الزخم، لن تتأخر كثيرًا.

اخترنا لك