سؤال إلى نعيم قاسم : من يفجّر الفتنة في جنوب لبنان ؟

كتب محمود شعيب – كاتب وناشط سياسي

سماحة الشيخ نعيم قاسم، في خطابكم الأخير حول الانتخابات البلدية والاختيارية، تحدثتم عن ضرورة إنجاح هذا الاستحقاق ضمن مناخ من التفاهم والتعاون، بما يخدم أهلنا في القرى والبلدات. لكن، اسمحوا لنا أن نطرح عليكم هذا السؤال الصريح الذي يشغل بال كثيرين من أبناء الجنوب:

هل تعلمون، يا شيخ نعيم، أن من يسمّون أنفسهم لجان إنتخابية و روابط القرى” لا يرفعون أي اسم مرشّح إلى القيادة إلا إذا كان منضويًا تنظيميًا في الحزب، بغضّ النظر عن كفاءته ونظافة كفه أو تمثيله الفعلي علمآ أن حزبكم تمثيله الشعبي مرتبط براتب آخر الشهر ؟

هؤلاء يتصرفون وكأن المجالس البلدية هي حق مكتسب غنموه من حرب أو ورثوه عن آبائهم، لا أمانة تُحمّل لخدمة الناس. وهل تعلمون أن “لجان الانتخابات” التي تم تشكيلها محليًا هي في نظر شريحة واسعة من الجنوبيين أخطر أعداء الحزب من الداخل؟ فهم من يشعل نار الفتنة بين العائلات، ويتسبّبون بشرخ عميق بين الحزب وابناء القرى حتى لو لم بجاهروا علنآ بمواقفهم، في وقت نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى وحدة الصف وترميم العلاقات بعد الكارثة الوطنية التي حلت على لبنان وشعبه نتيجة الحرب الشعواء الأخيرة؟

يا شيخ نعيم، إن الجنوبيين اليوم لا يطالبون بالمحاصصة، بل بالعدالة. لا يسألون عن النفوذ، بل عن الخدمة والشفافية خاصة أن كل البلديات التي تدار من قبلكم إما فاسدة أو فاشلة. إننا نناشدكم أن تلتفتوا إلى هذا الخطر الداخلي، فالفجوة تتسع، والناس تُقصى، والغضب يكبر.

هل يرضى ضميركم، وقيادتكم، أن يُدار الجنوب بهذا المنطق الإقصائي، المتعجرف، الذي يجعل من البلدية مزرعة حزبية؟

وهل يعقل أن يكون بعض أبناء الجنوب منمن يتعاطفون معكم مجرد “أرقام انتخابية”، لا تُستشار، ولا تُحترم خياراتها، ولا تُفسح لها مساحة في تقرير مصير بلداتها؟

نضع هذا السؤال أمامكم، عسى أن تجدوا فيه ما يدعو إلى مراجعة، قبل أن يفوت الأوان.

اخترنا لك