عادل أرسلان : آن الأوان لانتفاضة بلدية حقيقية تليق بشعبٍ ينشد الكرامة

في استحقاق بلديّ طال انتظاره، شهدت محافظة جبل لبنان الجنوبية مشهداً انتخابياً لافتاً، كشف ملامح تحوّلات اجتماعية وسياسية عميقة في القرى والبلدات، حيث بدا واضحاً أن الأحزاب التقليدية باتت عاجزة عن خوض المعارك بوجه إرادة الناس، وأن الوعي الشعبي آخذ في الترسّخ رغم كل التحديات.

وفي حديث خاص لـ”بوابة بيروت”، تطرّق الأمير عادل أرسلان إلى المشهد البلدي في لبنان، لا سيما في محافظة جبل لبنان التي تشهد انطلاق العملية الانتخابية، معتبرًا أنّ النتائج البلدية ومراقبة الأداء قد تشكّل مؤشرات مبكرة للحكم على مستقبل الحكم المحلي في البلاد.

وأشار أرسلان إلى أنّ “الواقع في القرى والمدن والبلدات ليس مثاليًا على الإطلاق، ورغم ضآلة الإنجازات في العديد منها، فإن الأمل يبقى معقودًا على حدوث تطور وتحسن، ولو كان بطيئًا”، مضيفًا: “رغم السواد الذي يلفّ المشهد، نأمل أن تحمل الأصوات الجديدة وعودًا حقيقية لا موسمية، وأن تُترجم هذه الوعود إلى عمل جاد بعيد عن الشعبوية”.

وأضاف: “من اللافت أنّ بعض البلديات قد شهدت انقلابات على التوازنات التقليدية كما حصل في بلدية الباروك، وهذا مؤشر على أنّ الناس بدأت تقول كلمتها، وترفض الاستمرار في دوامة المحاصصة والمحسوبيات والمصالح الشخصية”.

وأكد أرسلان أنّ “المجتمعات بحاجة إلى تمثيل يعكس إرادتها وهمومها الحقيقية، لا إلى أدوات تنفيذية في يد من يهمّهم فقط تثبيت نفوذهم والسيطرة على المجالس البلدية”، مشددًا على أنّ “الناس تريد بلدات تُدار بالكفاءة والشفافية، لا بالكراسي والصفقات”.

وختم بالقول: “لقد قال الشعب كلمته في أكثر من مكان: تعبنا من المحاولات الفاشلة. آن الأوان لانتفاضة بلدية حقيقية تليق بالبقاء، وتليق بشعبٍ يطمح إلى كرامة وعدالة واستقرار”.

من “الباروك” إلى “دير القمر”، ومن الشوف إلى عاليه، يتّضح أن زمن الوصاية السياسية على القرار المحلي بدأ يتراجع لصالح تمثيل حقيقي ينبع من إرادة الأهالي. الأمل معلّق اليوم على أن ينعكس هذا التغيير في كل المناطق، وأن تُترجم الصحوة الشعبية إلى مسار دائم لا يخضع للموسمية ولا للوعود الفارغة. الانتخابات البلدية كانت صوتاً حقيقياً للناس… ويبقى الرهان على من يحسن الإصغاء لهذا الصوت.

اخترنا لك