بقلم غاييل بطيش
شهدت مدينة طرابلس يوم الأحد استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، حيث توجه المواطنون منذ ساعات الصباح الأولى إلى صناديق الاقتراع لممارسة حقهم الديمقراطي في اختيار ممثليهم في المجلس البلدي والمخاتير.
وقد جرت العملية الانتخابية بسلاسة ومن دون تسجيل أي مشاكل أمنية تُذكر، وسط حضور أمني وتنظيم لوجستي، ما ساهم في توفير أجواء هادئة سمحت للناخبين بالإدلاء بأصواتهم بسهولة.
وسُجلت أجواء عادية في المدينة من حيث الحركة العامة، سواء داخل مراكز الاقتراع أو على الطرقات، حيث لوحظ غياب الزحمة المعتادة التي تُسجل عادة في مناطق أخرى، لا سيما في جبل لبنان، حيث شهدت بعض الأقضية هناك ازدحاماً في المراكز وعلى الطرق المؤدية إليها. هذا الفارق في الأجواء يعكس خصوصية طرابلس في تعاملها مع الاستحقاقات الانتخابية، سواء من حيث حجم المشاركة أو التفاعل الشعبي.
إلا أن نسبة الاقتراع لم تكن مرتفعة، حيث سُجّل إقبال خفيف في ساعات الصباح الأولى، قبل أن تلامس الحركة الانتخابية بعض النشاط خلال فترة الظهيرة. ويشير كثيرون في المدينة إلى أن هذا الأمر لم يكن مفاجئاً، حيث اعتادت طرابلس في السنوات الماضية على نمط مماثل من المشاركة المحدودة، خصوصاً في الاستحقاقات البلدية، نتيجة حالة من اللامبالاة وفقدان الثقة بالطبقة السياسية لدى شريحة واسعة من الناخبين.
وبحسب آراء عدد من أبناء المدينة، فإن أحد أسباب هذا الفتور يعود إلى غياب الحماسة والدعم الفعلي من قبل الزعماء والشخصيات السياسية في طرابلس للاستحقاق البلدي، على عكس ما يحدث في الانتخابات النيابية، حيث يُسجل حضور أكبر واهتمام أوسع من قبل هذه الجهات. ويُعتقد أن هذا الفارق في الدعم يسهم بشكل واضح في تدني نسب الإقبال الشعبي على صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية.
وقد أدلى عدد من الشخصيات السياسية البارزة في المدينة بأصواتهم، من بينهم الرئيس السابق نجيب ميقاتي، والنائب إيهاب مطر، والنائب السابق مصباح الأحدب، وغيرهم الذين شددوا على أهمية المشاركة الشعبية في رسم مستقبل المدينة وتعزيز الحياة الديمقراطية.
وبينما أظهرت العملية الانتخابية التزاماً نسبياً من قبل الناخبين، فقد تباينت آراء المواطنين حيال هذه الانتخابات؛ حيث عبّر البعض عن تفاؤله بقدرة الوجوه الجديدة على إحداث تغيير إيجابي في طرابلس، في حين أبدى آخرون شكوكاً في إمكانية تحقيق إصلاح فعلي نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة التي تمر بها البلاد.
ويذكر أن هذه الانتخابات تأتي في وقت دقيق، حيث تعاني طرابلس من أزمات معيشية وخدماتية متراكمة، ما يضع أمام المجلس البلدي المقبل تحديات كبيرة تتطلب رؤية واضحة وإرادة صلبة للنهوض بالمدينة.