“خسرنا الزخم… وخسرنا الناس !”
بيروت 2025 : الانتخابات البلدية كشفت انهيار الثقة… وسقوط البديل التغييري
بقلم كوثر شيا
ما حدا بيحب يسمع كلمة “خسارة”.
بس اليوم، واجبنا نقولها بصوت عالي وبلا لفّ ولا دوران:
خسرنا.
مش بس الانتخابات البلدية،
خسرنا الزخم، خسرنا الـ”momentum”، وخسرنا الناس!
الناس ما خانتنا… نحنا خذلنا الناس!
نسبة الاقتراع ببيروت كانت بحدود 21% فقط.
وفي بعض المناطق، نزلت عن هالرقم.
شو معناها؟
معناها إنو الناس، يلي نزلت معنا بالـ2015، وبالـ2019، وبالـ2020، ما عادت تشوف فينا أمل.
الناس فقدت الثقة، لأننا ما عرفنا نكون البديل.
نحنا، يلي حملنا شعار التغيير… صرنا صورة مشوّهة عن صراع السلطة:
• لوائح متعدّدة،
• خطاب منقسم،
• تخوين متبادل،
• وغياب تام لأي مشروع جامع أو قيادة راشدة.
القانون بيقول إنو شرعية الانتخاب من شرعية الإقبال… فكيف فينا نعتبر حالنا فزنا بشي؟
بمنطق القانون والواقع، انتخابات بنسبة 21% مشاركة، ما بتمثّل الناس فعلياً.
وبتطرح سؤال كبير ومخيف:
إذا الناس ما بدها تنتخبنا، لمين بدها تترك البلد؟
الجواب مؤلم:
اليوم، السلطة الفاسدة عم تعيد إنتاج حالها براحة تامة… لأننا نحنا صرنا بلا وزن.
الناس ما انتخبتنا مش لأنو ما بدها التغيير… بل لأنو ما بقا تشوف فينا تغيير حقيقي
الناس ما انتخبتنا هالمرة،
لأنها انتخبتنا المرة الماضية…
وشافت شو صار!
في نواب تغييريين نجحوا بـ2022 مش لأنن خارقين، بل لأن الجو العام كان عم يدفع باتجاه الأمل، وكان الناس مستعدة تعطي فرصة.
بس بـ2025؟
الناس قررت تنسحب… لأن التغيير ما قدر يكون قدّ الثقة، ولا قدّ المرحلة، ولا قدّ معاناة الناس.
بدل ما نوحّد لوائحنا، وحدنا فشلنا.
النتيجة؟
لائحة واحدة موحدة للسلطة – “بيروت بتجمعنا”،
وأربع لوائح للتغيير:
• “بيروت مدينتي”
• “بيروت منحبك”
• “بيروت عاصمتنا”
• “ولاد البلد”
كل لائحة بدها تقول “أنا الثورة”،
وكل لائحة بتفترض إنو الباقي ما بيمثّل.
وكل وحدة عم تشتغل لحالها، كأنو بعدنا بـ2019!
هيك، كأننا منقول للناس: “ما معنا مشروع، بس انتخبونا لأننا مش فاسدين!”
وهيدي لحالها ما بقت تكفي.
شو بعد في نعمل؟
لازم نوقف الكذب على حالنا أولاً.
لازم نقول بوضوح إنو الأداء كان ضعيف، وإنو الناس عندها حق تغضب وتنسحب.
ولازم نبلّش نشتغل، مش نبرّر.
بدنا:
• مراجعة جدية.
• نقد ذاتي واضح.
• لجنة تنسيق موحدة.
• معايير كفاءة صارمة.
• مشروع جامع يشبه الناس مش الزعما.
بيروت قالت كلمتها… وصوتها كان الصمت.
والصمت بيوجع أكتر من الهتاف.
هل رح نسمع الصمت؟
ولا رح نغرق بالغرور مرة تانية؟
الانتخابات النيابية بعد سنة،
وإذا ما تغيّرنا…
رح نختفي من المشهد،
وتنتهي القصة قبل ما تبلّش فعلياً.