“بيروت عاصمتنا” تُسجّل حضورًا لافتًا في انتخابات بلدية بيروت رغم الإمكانيات المحدودة

في استحقاق بلدي طغت عليه تحالفات القوى التقليدية وكثافة الإنفاق الانتخابي، برزت لائحة “بيروت عاصمتنا” كلائحة شابة ومستقلة سجّلت حضورًا لافتًا رغم الإمكانيات المتواضعة وعدد المرشحين المحدود.

تألّفت اللائحة من مجموعة من الناشطين الشباب والمستقلين، أبرزهم: عدنان الحكيم، هاني فتح الله، أحمد كنعان، أحمد دمشقية، جهاد عانوتي، مروان طبارة، إيغار الخضرا، أحمد قباني، حسان الخطيب، حسن منيمنة، وزهير قطايا. وقد تمحورت حملتهم الانتخابية حول قضايا أساسية تمسّ حياة المواطنين اليومية، مثل الشفافية، تحسين الخدمات العامة، وإشراك المجتمع المحلي في القرار البلدي.

ورغم التحديات الجسيمة التي واجهتها اللائحة، وعلى رأسها غياب الدعم المالي مقارنة باللوائح المنافسة المدعومة من أحزاب تقليدية، تمكنت “بيروت عاصمتنا” من حصد نسبة ملحوظة من الأصوات، متقدمة في بعض الدوائر على لوائح معروفة كـ”بيروت مدينتي” و”ولاد البلد”.

هذا الأداء يُعدّ مؤشرًا على تنامي وعي الناخب البيروتي، ورغبته في دعم المبادرات الجديدة التي تسعى إلى التغيير البنيوي بعيدًا عن الاصطفافات السياسية والحزبية التقليدية.

وإن لم تفز اللائحة بأي مقعد في المجلس البلدي، إلا أن نتائجها شكّلت قاعدة صلبة للبناء عليها في الاستحقاقات المقبلة، ووضعت نواة حقيقية لتحركات سياسية مدنية قد تعيد تشكيل المشهد البيروتي في المستقبل القريب.

تُبرهن تجربة “بيروت عاصمتنا” أن العمل الجاد والمصداقية، وإن وُوجهتا بمحدودية الموارد، قادرتان على جذب ثقة الناس وفتح الباب أمام تحولات سياسية نوعية تبدأ من القاعدة، وتصل إلى قلب القرار البلدي.