بعلبك الهرمل تُصوّت : الصدع الكبير في جدار “حزب الله”

بقلم نانسي اللقيس

لأول مرة منذ عقود، تشهد بعلبك الهرمل، المعقل التاريخي لـ”حزب الله”، خرقا انتخابيا غير مسبوق في انتخابات بلدية 2025، حيث صوّت ما يقارب 42% من أبناء المدينة ضد لوائحه.

هذا الرقم ليس مجرد نتيجة انتخابية، بل هو مؤشر على تحوّل اجتماعي وسياسي عميق بدأ يتشكّل في قلب البيئة التي طالما اعتبرها الحزب “محصنة”.

التصويت بالعُصيان

في مدينة بعلبك وحدها، فازت لائحة “التنمية والوفاء” التابعة لـ”حزب الله” بفارق 6,000 صوت عن اللائحة المنافسة، وهو فارق يعكس تقدمًا لكنها لم تكن نصرا مريحا. أكثر من 5,900 مواطن لبناني، معظمهم من أبناء الطائفة الشيعية، تحدّوا منظومة الترهيب والهيمنة، ووضعوا ورقة في صندوق الاقتراع تقول: “لا”.

الخوف يتآكل، والكذبة تسقط

لم تنفع سنوات من التخوين، ولا شعارات المقاومة، ولا سياسة الترغيب والترهيب في حجب الحقيقة: الناس تعبت. تعبٌ من الفقر، من الحروب بالوكالة، من غياب الدولة، ومن خطف الجنوب والبقاع إلى معركة لا يريدها أحد سوى محور خارجي لا يرى في لبنان سوى ورقة تفاوض.

من قلب بيئته… بدأت المواجهة

حين يُسجّل هذا الخرق في بيئة لطالما اعتبرت “مطيعة”، فهذا يعني أن حزب الله فقد “الإجماع”. وبدل أن يحتفل بـ”الانتصار”، عليه أن يقرأ جيدًا ما خلف الصناديق: صرخة قهر، صوت تغيير، وربما بداية سقوط مشروع الهيمنة.

الرسالة وصلت

في زمن الانهيار، لم تعد المعارك الكبرى تُحسم بالبندقية، بل بصندوق الاقتراع.

وها هو الشعب يقول كلمته في عقر دار “الحزب”: لسنا عبيدًا، ولا خرافا تُساق إلى الموت. نحن شعب… وسنستعيد دولتنا.

اخترنا لك