كشف المدير المؤهل لمكافحة الفساد، العميد الركن الدكتور حسن جوني، في تصريح لافت، عن تجربة شخصية ومعنوية عميقة خاضها خلال مشاركته الأخيرة في العملية الانتخابية، مؤكداً أن الصندوق الانتخابي هو أداة ثورية تفوق في قوتها السلاح، وتشكل سبيلاً نحو التغيير الحقيقي والمحاسبة الديمقراطية.
وقال العميد جوني : “لأول مرة في حياتي أمارس هذا الحق وأقوم بهذا الواجب، أنا الذي كنت جندياً منذ الثامنة عشر من عمري، وكنت مسؤولاً عن أمن العملية الانتخابية في مختلف المناطق اللبنانية. اليوم، شعرت أني ساهمت فعلاً في تشكيل السلطة، وأن للأوراق الانتخابية قوةً ترفع وتُسقط وتقرر مصير الوطن.”
وأضاف : “رأيت في هذا الصندوق محكمةً للمحاسبة وجسراً تمرّ عبره خيارات الناس كما يشاؤون، سواء في إدارة شؤون القرية أو الوطن. إنها فرصة، ولكنها تتطلب وعياً. فالصندوق ليس مجرد إجراء، بل ساحة معركة هادئة تُخاض بالحكمة والضمير والعقل.”
وحذّر العميد جوني من خطورة الرهان على العاطفة أو الطائفية في الانتخابات المقبلة، معتبراً أن العام 2026 سيشكّل لحظة فاصلة في تقرير المصير اللبناني، مشدداً على أن “الصوت الانتخابي الحر هو صرخة وطنية قادرة على إسقاط الفاسدين، وفتح الطريق أمام مشروع نهضوي يصنع وطناً لا مزرعة.”
وختم بالقول : “علينا أن نتحرر في ذواتنا، ونرتقي في وعينا، ونتجرأ في خياراتنا. فالصناديق التي نملؤها بأصواتٍ حرة، قادرة أن تُخرج صرخات وطنية تمنح الأمل في أن نصنع وطناً مشرقاً، لا مزرعة فاسدة.”