عيد التحرير : فرصة ضائعة وجمهورية مأمولة

كتب ماهر أبو شقرا

هذا اليوم هو مناسبة لكي نتذكّر أنّ لبنان قد أضاع فرصة تاريخية في ٢٥ أيار عام ٢٠٠٠، لاستكمال تطبيق الدستور وحصر كلّ السلاح بيد الدولة.

لو حصل ذلك وقتها، على وقع النصر والتحرير والإجماع الوطني، لكان جنّب بلدنا ومجتمعنا الكثير من المآسي.

غير أنّه كان للنظام السوري والخمينيين رأي آخر.

فلجأوا إلى الاستخدام الرخيص للنزاع الحدودي البسيط مع سوريا، حول مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، كشماعة لتبرير احتفاظ الميليشيا الخمينية بسلاحها. وجعلوا أرض لبنان منصّة جغرافية تخدم مصالح النظام السوري والنظام الإيراني على حساب لبنان ومجتمعه وسيادته الوطنية.

أمّا اليوم، وقد عاد الاحتلال بعد إنجاز التحرير، آن الأوان لكي يفهم الجميع أنّ التاريخ لا يرحم، وأنّه ليس في إمكاننا إضاعة المزيد من الفرص.

إنّ مجتمعنا اللبناني يستحقّ أن يعيش في جمهورية حقيقية، وفي كنف دولة حريصة على مصالحه وقادرة على حمايته.

آن الأوان لكي يدرك الجميع أن لا خيار في لبنان سوى الانتقال من نظام ائتلاف الجماعات الطائفية إلى نظام الجمهوريّة اللامركزيّة في إدارتها، المحايدة تجاه جميع الديانات في عقيدتها، والاجتماعية في سياستها، بحيث تضع رفاهية المجتمع في صدارة أولوياتها. جمهورية تُمسكها دولة قويّة قادرة على إدارة التنوّع، وصون وحدة المجتمع، وحفظ الكرامة الإنسانية للجميع.

اخترنا لك