وجّه الناشط السياسي أحمد محي الدين صبره اعتراضًا علنيًا إلى الصحافي رامي نعيم على خلفية ما ورد في حديثه خلال مقابلة مباشرة عبر قناة MTV، خصوصًا لجهة دعمه لتعيين الوزير السابق علي حمية مستشارًا للرئيس “جوزاف عون” لشؤون إعادة الإعمار.
وفي بيان نشره عبر حساباته، قال صبره : “مع كامل الاحترام لرأيك، أتحفّظ على دعمك لتعيين الوزير علي حمية مستشارًا للرئيس، وأتفاجأ أن يصدر ذلك عنك كصحافي وناشط سياسي نتابعه، ونائب رئيس تحرير لجريدة نحترمها.”
ورأى صبره أن هذا التعيين يعيد تكريس الخلط بين الدولة والسلطة، وبين الموقع الرسمي والانتماء الحزبي، معتبرًا أن منطق المحاصصة والاصطفاف الحزبي هو منطق زرعه الاحتلال منذ ثلاثة عقود، ويهدد الأمن القومي اللبناني، خصوصًا في هذا العهد الذي يُفترض أن يكرّس استقلال القرار الوطني.
وأضاف صبره : “رئاسة الجمهورية ليست مجلس نواب ولا حكومة تُدار على قاعدة الستة وستة مكرر، بل يجب أن تكون فوق الانتماءات، جامعة للبنانيين، لا انعكاسًا لواقع المحاور.”
ورفض صبره ما قاله نعيم من أن الوزير حمية يمتلك دراسة كاملة لإعادة الإعمار، متسائلًا : “من أعدّ هذه الدراسة فعليًا؟ نعلم جميعًا أن الثنائي، وتحديدًا “حزب الله”، هو من يقف خلفها. فهل أصبحت رؤية الحزب تُقدَّم للرئيس كأنها رؤية الدولة؟”
ولفت إلى تغييب الكفاءات الوطنية المستقلة، متسائلًا عن سبب استبعاد المهندسة منى طرزي، التي نالت المرتبة الأولى في تقييم اللجنة الوزارية لشغل منصب الأمين العام لمجلس الإنماء والإعمار، معتبرًا أن تعيين حمية : “يُعيد إنتاج الاصطفافات السياسية ويُضعف صورة الدولة.”
وأكد صبره أن : “الدولة، وخاصة رئاسة الجمهورية، مدعوة لاختيار نساء ورجال مستقلين، أصحاب كفاءة، يتولون هذه المسؤوليات بعيدًا عن أي انتماء حزبي.”
وفي تحذير واضح، قال : “لا يمكن المواربة عن قصد أو غير قصد أمام الدول المانحة، خصوصًا الأميركيين، ولا أظن أنهم سيُرحبون بتقديم رؤية إعادة الإعمار من خلال شخصيات حزبية.”
وختم صبره بالقول : “فخامة الرئيس أمام لحظة مفصلية: إما أن يُكرّس مفهوم الرئاسة الوطنية، وإما أن يُعاد تموضع المحاور داخل قصر بعبدا. لبنان لا يفتقر للكفاءات، بل لإرادة سياسية تُنصفهم.”
و قد أشار صبره أيضًا إلى أن الاستحقاقات المقبلة، خصوصًا تعيين نواب حاكم مصرف لبنان ورئيس لجنة الرقابة على المصارف، ستشكّل مفصلًا مصيريًا وقال : “أي تعيين قائم على المحاصصة أو الولاء السياسي سيكون بمثابة الضربة القاضية لما تبقّى من ثقة داخلية وخارجية، والأخطر هو التجديد للنواب الحاليين، وهو ما قد يكون القشة التي تقصم ظهر العهد.”
وختم مؤكّدًا ثقته بأن رئيس الجمهورية “لن يقع في هذا الفخ”، وسيبني قراراته انطلاقًا من حسّه الوطني، تمامًا كما فعل في تعيين الحاكم الجديد لمصرف لبنان كريم سعيد.
يُشار إلى أن مقدم البرنامج نفسه انتقد خلال الحلقة تحوّل موقف الصحافي نعيم، مذكّرًا بأنه كان من أبرز المعارضين لأداء الوزير حمية إبّان توليه حقيبة الأشغال كممثل لـ”حزب الله” في حكومة ميقاتي، مستغربًا تبدل موقفه اليوم لصالح دعمه مستشارًا للرئيس.