فضيحة أدوية السرطان تشعل سجالاً بين رابعه الزيات ونانسي اللقيس…

أين دور الإعلام الحقيقي ؟

في خضمّ فضيحة تزوير أدوية السرطان التي تورّطت فيها ماريا فواز، والتي أودت بحياة أكثر من 1100 مريض في لبنان، أطلقت الإعلامية رابعه الزيات نداءً عبر منصة “إكس” طالبت فيه بجعل القضية قضية رأي عام توحّد اللبنانيين وتفرض المحاسبة، تحت وسم “كرمال مرضى السرطان”.

لكن ما بدا في ظاهره دعوة تضامن، تحوّل إلى سجال علني بين الزيات والإعلامية نانسي اللقيس، التي اتّهمت رابعه بـ”الاكتفاء بالتضامن اللفظي”، متسائلة: “عندك برنامج ومتابعين، ليش ما بتعملي حلقة خاصة عن الموضوع؟ ليش ما بتتواصلي مع القاضية دوران الخازن؟ على أساس انتوا مؤثرين ووسم الله؟”.

رابعه ردّت موضحة أن برنامجها الحالي ذو طابع فني، وتعمل على إيصال صوت القضية بطرق أخرى. إلا أن اللقيس لم تقتنع بالتبرير، معتبرة أن: “كون البرنامج فنياً ليس عذراً للغياب عن القضايا الوطنية. اللي بيخصص وقت للأغاني بيقدر يخصص دقيقة للوجع والموت”.

ورداً على وصف البعض لموقف رابعه بأنه “رفع عتب”، ردّت الأخيرة: “أكيد رفع عتب؟ المواطنة بدها وعي! تحياتي”.

لكن نانسي أعادت الكرة بتغريدة أكثر مباشرة: “الوعي بالمواطنة بيبدأ بالفعل، مش بالشعارات. الناس ما بقا بدها تضامن موسمي، بدها مواقف بتوصل الصوت وتحقق العدالة. وإن زعجك كلامي، فمش لأسباب شخصية بل اعتراض على الشكلية”.

في ختام السجال، عبّرت الزيات عن امتعاضها من “الأحكام المسبقة”، بينما شددت اللقيس على أن الهدف هو الضغط الحقيقي لتحقيق التغيير، مؤكدة: “الفن بيحكي وطن”، في إشارة لضرورة دمج القضايا الإنسانية بالمنصات الفنية.

ما وراء السجال: تضامن حقيقي أم استعراض؟

السجال فتح باباً واسعاً للنقاش حول دور الإعلاميين والمؤثرين في القضايا المصيرية. فهل يكفي إطلاق وسم أو منشور تضامني؟ أم أن المسؤولية تقتضي تحريك الأرض تحت أقدام الفاسدين؟

اللافت أن نانسي اللقيس لم تكتفِ بالانتقاد، بل اتخذت خطوات فعلية عبر تقديم طلب رسمي إلى الإنتربول الدولي، والتواصل مع أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي ووزارة الخزانة الأميركية، كما قامت بتفعيل القضية دولياً عبر صحفيين معروفين في الخارج.

القضية لم تُقفل بعد…

بين التضامن العاطفي والتحرك العملي، تبرز قضية أدوية السرطان كجريمة منظمة لا تحتمل الصمت أو التجميل الإعلامي. وبين رابعه ونانسي، وجد اللبنانيون أنفسهم في مرآة تعكس فجوة بين التأثير الحقيقي والتفاعل الاستعراضي.

فهل ينجح الإعلام اللبناني في تحمّل مسؤولياته، وهل تتحول الفضيحة إلى محطة مفصلية نحو العدالة ؟

اخترنا لك