بقلم عماد موسى
كانت مواهب مصطفى بيرم ضائعة في حكومة محمد نجيب ميقاتي، وها هو يفجّرها دفعة واحدة على منصة إكس، حيث يطلق كل أسبوع صلية تغريدات عشوائية يمكن اختصارها بهذه الثلاثية: خواء، غباء، هُراء.
يُشعرك البيرم أنه في حال تبرّمٍ دائم، وفي وضع نفسي متوتر يستلزم نقله إلى أقرب مصح عقلي لتشخيص وضعه، إذ تنتابه من وقت إلى آخر كوابيس يترجمها فوراً إلى كلمات متناثرة وجمل ركيكة يغلفها بادعاء معرفي:
“في لبنان، اليمين العنصري العدمي المتماهي مع عدو لبنان والإنسانية يعيشون حالياً سُعار وحالة “الكرونوفوبيا” أي “الخوف من مرور الوقت” لناحية تبدد أحلامهم وأوهامهم الواهية”.
يتوجه هذا المولود السياسي من رحم التخلّف الإيديولوجي والمغامرات الفاشلة والتعصّب والانغلاق والقمع وتقديس القتلة إلى اليمين وكأنه طالع من تجربة ثرية في حزب العمال البريطاني أو الحزب الاشتراكي الفرنسي” أو “حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي السويدي” . أما استعمال مصطلح “الكرونوفوبيا” فما هو إلا ضرب من ضروب الهراء.
أما الخواء فترجمه وزير البطالة، كما إخوته من قادة الممانعة وأبواقها، بسَوق اتهامات تعبر عن وجود جيب هوائي يحتل 99 بالمئة من مخّه، أما الواحد بالمئة المتبقي فلا يصلح إلا لإخراج ما يعتمل في نفسه من نتن. وهذا غيض من فيض فتى الحزب الأغر:
“أميركا شريكة في قتلنا…
والإعلام الأدرعي سيما نداء الوطن و MTV
ويتحملون نتائج التحريض والتبرير للعدوان بما يخالف القانون اللبناني وأبسط معايير المواطنية وعلى الدولة المسارعة لمحاسبة هؤلاء بشكل حاسم”.
ما هي معايير المواطنية بروفيسور؟
ومن أنت يا أنت كي تصنف الإعلام الحر أدرعياً؟
وإذا كانت أميركا شريكة في قتل مواطنينا، إذهب فوراً إلى عين التينة وقدّم احتجاجاً شديد اللهجة.
أما الغباء بعينه أن تتكل على بيان تهويلي تملّقي تحذيري صادر عن الـ “كوميسير” بول مرقص يذكر بقانون مقاطعة إسرائيل، وينبه من الأخبار الزائفة والتواصل مع العدو رداً على مواجهة بين نادين الراسي والمختار أفيخاي أدرعي وعلى بعض تجليات “غرام” اللبنانيين بعضهم بالبعض الآخر.
بالواحد بالمئة من المتبقي في مخ البيرم قرأ. وما فهمه من البيان أنه خطوة مهمة لتطبيق القانون اللبناني لناحية تجريم العدو القاتل والغادر والتعاطي معه وتساهم في تكريس وعي ثقافة “الأمن القومي اللبناني”.
ومن أبلغ الوزير وبلغاء الحزب أن حقيبة الأمن الوقائي أسنِدت إلى مرقص؟ يبدو أن الغباء، كما الخواء كما الهراء، معدٍ!