كتبت ساميا خدّاج
لطالما كانت إيران مستعدة للتخلي عن أذرعها في الإقليم، إلا عن “حزب الله”. فالحزب يشكّل الذراع الأقوى لـ”الحرس الثوري الإيراني”، واللاعب الأساسي في مشروع تصدير الثورة الإسلامية، خاصةً بعد إحكام قبضته السياسية على لبنان، من خلال دخوله البرلمان، وتعطيله المستمر لتأليف الحكومات، وفرضه واقعًا فيدراليًا بحكم الأمر الواقع، عبر سيطرته على الجيش، والمصرف، والصحة، والتعليم، والإعلام، وحتى القضاء.
وهنا يطرح السؤال الأخطر، ألا يستدعي هذا التصعيد الإقليمي الأخير دقّ ناقوس الخطر؟ ألا يستحق دعوة المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد الفوري، والاستعداد التام لأي تطور أمني أو عسكري وشيك في المنطقة؟
فلول الأسد، عملاء اليمن، عبوات المخيمات، كلها مؤشرات مقلقة.
والضربة الكبرى قادمة لا محالة على النظام الإيراني، وقد تكون نتائجها كارثية اقتصاديًا، لكن الأخطر هو الرد الإيراني المرتقب عبر “حزب الله” كذراع ردع احتياطي، في حال شعرت طهران بخطر وجودي يهدد نظام خامنئي.
ومن هنا، فإن على الدولة اللبنانية:
أن تكون على جهوزية قصوى عند المعابر، المرافئ، والمطار.
أن تُسرّع تشغيل مطار القليعات كمرفق بديل واستراتيجي.
أن تتعاون مع قيادة الجيش اللبناني لإصدار قرار واضح بـمنع “حزب الله” من لعب دور الرد بالنيابة عن طهران.
نحن على رقعة شطرنج إقليمية تُعيد رسم الحدود والديموغرافيا في دول المنطقة. والوقت ليس في صالح لبنان إن بقي صامتًا.
ولا تنسوا اللاعب الأبرز في المنطقة، أحببتم أم لا : “إسرائيل – نتنياهو”.
والحديث المستمر عن تفاهمت “أميركية – إيرانية – سعودية” لا يجب أن يُغفل أن ما يجري فعليًا هو تنفيذ تدريجي لخريطة تفكيك الكوريدور الإيراني من غزة إلى بيروت، فسوريا، العراق، واليمن. كما أن بقاء لبنان في موقع المتفرج جريمة وطنية.
أما من يراهن على التهدئة أو انتظار نتائج المفاوضات النووية، فعليه أن يعي أن الحرب على لبنان قد بدأت فعليًا… وساحات الاشتباك لم تعد بعيدة.
ملاحظة أخيرة، لقد نجحت مساعي نتنياهو مع أحزاب الحريديم في تجنيب حكومته حل الكنيست، وإفشال اقتراح المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة، ما يعني أنه مستمر في تنفيذ مشروعه، دون عوائق سياسية داخلية.
اللهم إني قد بلّغت.