من الشعارات إلى الانهيار…

التطرّف الديني وتضليل طريق القدس تحت راية فلسطين في مشروع الشرق الأوسط الجديد

التطرّف الديني وتضليل #طريق_القدس تحت راية #فلسطين في مشروع #الشرق_الأوسط الجديد

بقلم ميراز الجندي – كاتب ومحلل سياسي
@MirazJundi

منذ أكثر من أربعة عقود، ظهر في إيران نظام ديني تبنّى شعارات ثورية، قدّم نفسه كـ”نصير للمستضعفين”، و”مدافع عن فلسطين”، و”حامل راية الإسلام المقاوم”. لكن الواقع سرعان ما فضح الحقيقة: منظومة متطرفة سخّرت الدين والمذهب لبسط النفوذ، ولو على حساب الأوطان وتشريد الشعوب.

أيديولوجيا الخراب بدل التحرير

أنفق النظام الإيراني مئات المليارات من ثروات شعبه على تمويل ميليشيات طائفية وأحزاب مسلّحة، بينما غرق المواطن الإيراني في أزمات اقتصادية خانقة. وراء شعار “تحرير القدس” اختبأ مشروع خبيث لتصدير الإرهاب وتقويض استقرار المنطقة. والنتيجة، أربع عواصم عربية غارقة في الفوضى تحت راية المشروع الإيراني:

– سورية: دعمت طهران نظامًا قمعيًا استخدم السلاح الكيماوي، فقتل وهجّر الملايين، واستقدم ميليشيات متطرفة تحت ذريعة “حماية المراقد”.

– اليمن: سلّحت الحوثيين، وعمّقت الانقسام الأهلي، فحوّلت البلاد إلى ساحة صراع دموي

– لبنان: موّلت دويلة داخل الدولة، غرقت في العزلة والانهيار الاقتصادي، وتحولت إلى منصة للاغتيالات والتخويف والهيمنة.

– العراق: زرعت ميليشيات، واخترقت مؤسسات الدولة، فنهبت الثروات وغرست الطائفية.

شعارات براقة.. وواقع مفضوح

يرفع النظام شعار “تحرير القدس”، لكنه يلتزم الصمت أمام كل مجزرة ترتكب بحق الفلسطينيين.
كيف يُقتل قائد بحجم إسماعيل هنية على أرضه دون ردّ؟
كيف يُبرَّر دعم “المقاومة” بالتزامن مع تهجير السوريين، وتفجير بيروت، وتفكيك العراق؟

الحقيقة واضحة: طهران لم تنصر فلسطين، بل استثمرت في قضيتها لتبرير أطماعها التوسعية.

قورش.. النواة التاريخية للمشروع

يعود الحلم الإمبراطوري الإيراني إلى “قورش الكبير”، الذي تحالف مع اليهود بعد الأسر البابلي وأعادهم إلى القدس.
اليوم، تُمارس نفس الفلسفة لكن بأدوات حديثة: الإعلام، الدين، واختراق المجتمعات.

هل تُبيّض الحرب مع إسرائيل سجلّ النظام؟

كلا.
النظام الإيراني يستخدم المواجهة مع إسرائيل كمسرح لإعادة إنتاج شرعيته المنهارة، وليس لنصرة الشعوب.
صواريخه ليست لأجل غزة، بل لأجل مفاوضات الملف النووي، وترتيب النفوذ في الإقليم.

المعادلة تتغيّر.
والمشروعان الإيراني والإسرائيلي يتلقيان الضربات.
وسقوطهما بات مسارًا، لا مجرد احتمال. هذا هو وجه الشرق الأوسط الجديد.

من يزرع التطرّف… لا يحصد الحرية

النظام الذي يُبنى على الدم والكراهية لا يمكن أن يكون نصيرًا للعدالة.
التطرّف الديني والاحتلال وجهان لعملة واحدة: قمع الشعوب وسرقة مستقبلها.
والوعي العربي اليوم، يجب أن يرفض كليهما.

إسرائيل وإيران، الدولتان الوحيدتان القائمتان على أساس ديني صريح:
الأولى “دولة يهودية”، والثانية “دولة الولي الفقيه”.
وكلاهما يوظف الدين للسيطرة، لا للسلام أو التحرير.

العدالة للعرب والمسلمين قادمة لا محالة، وما يجري ليس إلا فصلاً من فصول الملحمة الكبرى.

اخترنا لك