#زرادشت يغتال #الخامنئي

بقلم د. علي خليفة
@AliKhalife5

هل تنتج العمامة، حتى عند أكثر المدافعين بشراسة عن دورها المزعوم في السياسة وفي النظام الاجتماعي لدى الشيعة، برنامجًا نوويًّا وثقافة ونماء؟ بعد ما ينيف على أربعة عقود من تسلّل الإسلاميين إلى الحكم في إيران، باتت الإجابات واضحة ومباشرة.

أحد مؤشرات الاقتصاد والمال، سعر صرف العملة. ملايين من أوراق التومان تذيّلها عمامة الخميني معبّأة في أكياس كبيرة لجمع النفايات، بينما لا تعادل سوى بضع أوراق نقدية من أي عملة عالمية. وعلى الصعيد الثقافي، لم تضف الجمهورية الإسلامية في إيران شيئًا يُذكر إلى المنجز الإنساني، فلا نظرية معتبرة، ولا إنتاج رصين في علوم الإنسان والمجتمع”.

حتى البرنامج النووي الإيراني، بدأه الشاه محمد رضا بهلوي المنفتح على الغرب ووضع خبراء من إسرائيل دعائم نشوئه. وها هي إسرائيل الآن تباشر بتفكيكه. وقد ينسحب على تفكيك النظام الإسلامي برمّته. الأمر الذي يتطلّب غطاءً دوليًا تمامًا كالذي أمّن أن يغطّ الخميني بطائرة الخطوط الفرنسية آنذاك ويعبث ويتولّى.

أما صادق قطب زاده فظلّ يمهّد لحلول زمن العمامة حتى التفّت عليه واتّهمته بالتآمر والتهمته بالإعدام. مرتضى مطهري طفق يغلّف كل شاردة بغلاف إسلامي حتى تبنّت مجموعة إسلامية اغتياله. أبو الحسن بني صدر عاد ونفاه الخميني إلى باريس بتهمة التقارب مع جماعة معارضة. وبنفس التهمة تمّت تصفية موسى الصدر. وأنشئ “حزب الله” في لبنان كفصيل مسلّح يتغذى من مجتمع القتل، والاقتصاد الأسود، ومدرسة العقيدة، وثقافة النمط الموجه.

طالت موبقات الخميني وجرائمه وخساسته كل دول الجوار والمنطقة وأمنها وحتى المقرّبين منه، وأصابت التاريخ الثقافي والاجتماعي والسياسي لبلاد فارس الفتّانة بثرائها الحضاري، ومهد معراج زرادشت على ظهر دابة بصحبة الملائكة فكان أول من خاطب الله في منتهى ما بلغه بصره، وكان أتباعه يتضرّعون بصلواتهم على الأرض.

أحرق الخميني الأرض بعدما تلاقحت عليها وفي محيطها الأديان والثقافات واغتنت وتنوّعت. فرض الموت بذمّ الحياة، وأعمل نهجًا بالسياسة وبالمجتمع عبر اختراع مذهب الولاية العامة للفقيه الذي يغتال الحريات وكرامة الإنسان وإمرة نفسه، ويخنق المجتمع ويمنع نماءه ويطمس الهويات الثقافية للمجموعات.

ولكن هل تموت روح الشعب الإيراني أو يهتدي لحريّته ويعلن أوان التحرّر لشعوب المنطقة بأسرها؟ هل يصحّ للتاريخ سوى معناه الهيغلي؟ هل تتجمّد الأحداث على التفاف العمامة كالطوق وموت عمر الخيّام بدسّ النسيان في كأسه؟ أم يعود زرادشت من سمواته العُلى ويغتال الخامنئي وكلّ آلهة القهر من أجل كلّ إنسان وكلّ الإنسان؟

اخترنا لك