في بيان صادر عنه بمناسبة رأس السنة الهجرية، دعا العلامة السيد علي فضل الله إلى التمسك بالتقويم الهجري كعنوان لهوية الأمة وروح نهضتها، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة يجب أن تكون محطة مراجعة وتصويب للمسار استنادًا إلى ما حمّله الله للأمة من مسؤوليات جسدها النبي محمد (ص) وأهل بيته الأطهار (ع).
وقال فضل الله “نريد أن تكون بداية السنة الهجرية تذكيرًا بمرحلة مفصلية من التاريخ الإسلامي، عندما جُعلت الهجرة النبوية بداية للتقويم الإسلامي لما جسدته من تحوّل استراتيجي في مسيرة الأمة، من واقع الاضطهاد إلى فضاء الحرية ورفع رايات التوحيد والعدل.”
وأكد فضل الله أن الأمة بحاجة اليوم إلى “هجرة معنوية”، لا مكانية، “ننتقل فيها من واقع الانقسام والتشرذم إلى واقع الوحدة، ومن الكراهية إلى الحب، ومن الفساد والاحتلال إلى الإصلاح والحرية، ومن الأنانية إلى الإيثار وخدمة الإنسان”، على حد تعبيره.
وشدد على أهمية إحياء ثقافة الحوار كسبيل لمعالجة الأزمات الداخلية وبناء دولة تقوم على العدالة والحرية، داعيًا إلى التوحد حول القضايا المركزية للأمة، ومؤكدًا أن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، ومن الإرادة الجماعية في مواجهة التحديات الراهنة.
وختم فضل الله بيانه بتجديد الدعوة إلى جعل هذه المناسبة بداية جديدة لإحياء القيم والمبادئ التي أسست لبناء الأمة، واستنهاض همم أبنائها في طريق الكرامة والنهضة.