توقيف محمد جمال سليمان في صيدا : خطوة مفصلية لكشف “الصندوق الأسود” للتنظيم الإرهابي
خطوة نوعية نحو تفكيك إحدى أخطر الشبكات الإرهابية في لبنان
خاص بوابة بيروت
كشفت مصادر أمنية مطّلعة أن محمد جمال سليمان، نجل المطلوب الخطر جمال سليمان المعروف بلقب “الحجحوج”، قد تم توقيفه داخل مخفر درك صيدا الجديدة “الحسبة”، بعد أن قام والده بترتيب إجراءات تسليم ابنه، وذلك بمساعدة الشيخ زيد ضاهر، مسؤول “حزب الله” في صيدا.
ووفق المعلومات، فقد جاءت عملية التسليم تحت عنوان “احترازي”، في محاولة لطي الملف سريعًا عبر إجراء تحقيقات أولية تفضي إلى إخلاء سبيله، بناءً على فرضية أنه غير متورط بشكل مباشر في أي جريمة.
إلا أن المفاجأة وقعت مساء أمس، حين حضرت دورية من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي إلى المخفر، حيث صادرت الملف بالكامل، وقامت بنقل الموقوف إلى بيروت، لتتكشف لاحقًا معلومات بالغة الخطورة تُصنّف محمد جمال سليمان ضمن قائمة العناصر الأمنية الأعلى خطورة.
وقد كانت “بوابة بيروت” قد نشرت في وقت سابق تقريرًا يُظهر بوضوح مدى خطورة التنظيم الذي يتزعمه “الحجحوج”، كاشفةً عن طبيعته الخارجة عن القانون وارتباطه بعمليات تهدد الأمن والاستقرار.
من هو محمد جمال سليمان؟
محمد هو أحد أفراد الخلية المرتبطة بشقيقه الهارب حمزة سليمان، المتورط في سلسلة من عمليات الاغتيال والتفجير التي استهدفت شخصيات فلسطينية ولبنانية، وأبرزها:
- اغتيال الشهيد أحمد رشيد ورفاقه.
- زرع عبوة ناسفة أدت إلى استشهاد العميد فتحي زيدان “الزورو” في صيدا.
- محاولة اغتيال العميد شروف.
- تنفيذ عمليات في مخيمات الجنوب وداخل الأراضي السورية.
“الصندوق الأسود” في قبضة الأمن
مصادر أمنية وصفت توقيف محمد بـ”الخطوة المفصلية” نحو تفكيك شبكة “الحجحوج”، مؤكدة أنه يشكّل الصندوق الأسود للتنظيم الإرهابي الذي لطالما هدد أمن مدينة صيدا والمخيمات الفلسطينية، ويُعتقد أنه مطلع على مخابئ عدد من المطلوبين والمخططات السابقة والمرتقبة.
ويأتي هذا التطور في ظل تنامي التحركات الأمنية لملاحقة الشبكات النائمة والخلايا الإرهابية، حيث ترى الأجهزة الأمنية أن توقيف محمد يمهّد لكشف خيوط عمليات اغتيال منظمة طالت قيادات ومواطنين أبرياء.
العدالة تُفتح أبوابها… فهل يسقط “الحجحوج” أخيرًا؟
يمثل هذا التوقيف إنجازًا أمنيًا نوعيًا، ورسالة بالغة الوضوح أن العدالة، وإن تأخرت، قادمة لا محالة، وأن أي غطاء سياسي أو مذهبي لن يحول دون المحاسبة.
فهل تكون هذه الخطوة بداية النهاية للتنظيم الذي زرع الفوضى والدم في الجنوب؟ وهل تنجح الدولة هذه المرة في قطع رأس الأخطبوط الذي طالما أفلت من العقاب؟