في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات… كيف ننتقل من ألم المخدرات إلى الشفاء التام !؟

بقلم كوثر شيا

في السنوات الأخيرة، رأيتُ وجوهًا تغيّرت… أرواحًا كانت على شفير الانهيار، عادت تتنفس.

كل مَن دخل عيادتي لم يكن يبحث فقط عن دواء، بل عن فرصة للخروج من سجن غير مرئي – اسمه : الاعتماد الكيميائي.

لم يكونوا “مدمنين” بالمعنى الشعبي، بل أسرى وصفات طبية، أو تجارب هروب، أو فضولٍ تحوّل إلى لعنة.

في كل حالة، كنت أبحث معهم عن المفتاح… حتى اكتشفت أن الشفاء الحقيقي لا يكون بعلاج واحد، بل برؤية كاملة: جسد، عقل، ووعي.

CBD لم يكن “دواء سحريًا”، بل بوابة لتنظيم الجهاز العصبي بلطف.
أما الطب التجانسي (Homeopathy) فلم يكن مجرد “حبيبات”، بل رسالة ذكية للجسم كي يستيقظ ويتذكر كيف يشفي نفسه.

واليوم، لا أكتب لأدين المخدرات فقط، بل لأعطي أملًا جديدًا، وفهمًا أعمق.

قائمة المخدرات وتأثيرها وكيف بدأ الشفاء:

1. الكوكايين (Cocaine):
يسبب تعطيلًا خطيرًا لنظام المكافأة في الدماغ، ويؤدي إلى نوبات هلوسة وانهيار قلبي مفاجئ. في حالات تعاملتُ معها، استُبدل الكوكايين بـ CBD لتنظيم الجهاز العصبي، ورافقه الطب التجانسي بمستحضر Nux Vomica لتخفيف التهيج والإرهاق العصبي.

2. الأفيونات (Heroin, Morphine):
تسبب اعتمادًا شديدًا، وأعراض انسحاب مؤلمة وكوابيس نفسية. بدأنا العلاج باستخدام جرعات مدروسة من CBD إلى جانب Avena Sativa (تجانسي) مما ساعد في تقليل التشنجات واستعادة التوازن الداخلي.

3. البنزوديازيبينات (Xanax، Valium):
تسبب إدمانًا نفسيًا عميقًا، فقدانًا تدريجيًا للذاكرة، ونوبات هلع. استخدام CBD ساعد على إعادة تنظيم النوم، بينما هدأ مستحضر Ignatia (تجانسي) الجانب العاطفي والانفعالي.

4. الميثامفيتامين (Methamphetamine):
يؤدي إلى سلوك عدواني، اضطراب وعي، وتراجع دماغي ملحوظ. استُخدم مزيج من CBD عالي النقاء مع Hyoscyamus (تجانسي) لإعادة السلام الداخلي واستعادة التوازن العصبي.

5. الإكستاسي (MDMA):
يرفع حرارة الجسم بشكل خطير، ويستنزف السيروتونين مما يؤدي لاحقًا إلى اكتئاب طويل الأمد. ساعد CBD على حماية الخلايا العصبية من التلف، فيما دعم Staphysagria (تجانسي) عملية تفريغ الصدمات القديمة.

6. الحشيش الصناعي (Spice، K2):
يُحدث ذهانًا حادًا وانفصالًا عن الواقع. تم التعامل مع هذه الحالات من خلال إزالة السموم باستخدام CBD، وبدعم دقيق من Cannabis Indica (تجانسي) لإعادة التوازن العصبي بلطف.

7. LSD:
يتسبب بهلاوس حسية واضطراب إدراكي عميق. ساعد التأمل الواعي مع CBD في إعادة بناء الإدراك، فيما دعم Anacardium (تجانسي) استعادة الهوية والاتصال بالواقع.

8. الترامادول (Tramadol):
إدمان صامت يسبب بلادة في الإحساس وصداعًا دائمًا. عُولج باستخدام CBD إلى جانب Coffea Cruda وCalc Phosphoricum (كلاهما تجانسي)، مما أعاد النشاط الذهني وخفف من التهيج الجهازي.

قصة شفاء حقيقية

“إحدى الحالات التي أثّرت فيّ كانت لامرأة في الثلاثينات من عمرها.
بدأت بمضادات القلق، وانتهت بإدمان أفيونات بعد حادث سير.
لم تكن تنام، ترتجف، وتبكي بلا سبب.

بدأنا بمزيج دقيق من CBD النقي والطب التجانسي (Homeopathy) – نُظّف الجهاز العصبي، وعاد جسدها إلى إيقاعه الطبيعي.
بعد شهرين، كانت تبتسم من دون سبب…
بعد ستة أشهر، عادت تمشي بين الورود، لا خوفًا من الموت، بل امتنانًا للحياة.”

رسالتي في هذا اليوم

المخدرات تخدع،
الأدوية تُخدر،
أما الشفاء… فيُوقظ.

لا يكفي أن نقلع،
يجب أن نعيد بناء الإنسان من الداخل، لأن الإنسان جوهر لا يتجزأ،
وهو وحدة متكاملة بين العقل، النفس، والجسد.
تناغم عمل الأعضاء ووظائفها هو النعمة الحقيقية التي تُثمر توازنًا داخليًا، وصفاء ذهنيًا، وقوة جسدية.
فالعقل السليم ينبع من جسد سليم، والجسد القوي يحتاج إلى عقل متوازن،
وهذا هو جوهر الطب الشمولي والطب التجانسي الذي أؤمن به كـ كوثر شيا، معالجة وباحثة في هذا المجال.
جوهر رسالتي لكم اليوم!
الشفاء ليس مجرد ترك المخدرات…
بل هو عودة الإنسان إلى ذاته، إلى تناغمه الداخلي،
إلى لحظةٍ يعرف فيها أن كل ما يحتاجه للنجاة مزروع فيه.

نحن لا نُعالج فقط أعراضًا، بل نوقظ جوهرًا.
فالإنسان ليس جرمًا صغيرًا كما يظن،
بل “فيك انطوى العالم الأكبر.”
– الإمام عليّ بن أبي طالب

حين يدرك الإنسان هذه الحقيقة، يبدأ الشفاء الحقيقي…
من الداخل، من أعمق نقطة فيه، حيث يكمن النور

على امل تشريع القنب في لبنان ومعرفة فوائد هذه النبتة السحرية على حقيقتها ومفعولها الإنساني في العلاج والشفاء.

اخترنا لك