انشقاق صامت داخل “حزب الله”؟

تسريبات أمنية تكشف تحوّلات خطيرة بعد حرب الـ12 يومًا

بقلم نانسي اللقيس

في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة والتغيّرات العسكرية المتسارعة، كشفت مصادر أمنية مطّلعة عن تسريبات حسّاسة تتعلّق بوضع داخلي غير مسبوق في صفوف “حزب الله”، وتحديدًا بعد الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، وأعادت خلط الأوراق على أكثر من مستوى.

وبحسب المعلومات المسرّبة عبر قنوات غير رسمية، فقد أبدى أحد كبار القادة في “حزب الله” امتعاضًا حادًا من طريقة تعامل القيادة الإيرانية مع كوادر الحزب خلال المواجهة الأخيرة، مشيرًا بوضوح إلى شعور متزايد داخل الحزب بأنهم باتوا يُعامَلون كـ”أوراق بيد المرشد علي خامنئي”، على حد قوله.

وأكدت المصادر أن هذا الغضب لم يعد فرديًا أو معزولًا، بل إن تيارًا داخليًا آخذ في التوسع، يرفض مبدأ “الولي الفقيه”، ويبحث عن بدائل تضمن أمن أفراده ومستقبلهم خارج العباءة الإيرانية، في سابقة نادرة على مستوى التنظيم العقائدي.

ووفق التسريبات نفسها، فإن بعض هؤلاء القادة بدأوا التواصل مع وسطاء دوليين وأمنيين لعرض استعدادهم تسليم الأسلحة والخرائط والمعلومات الأمنية الحساسة، مقابل ضمانات تتضمّن:

  • عدم الملاحقة الأمنية والقضائية.
  • شطب أسمائهم من لوائح الإرهاب الدولية.
  • توفير ممر آمن للخروج من لبنان، وتحديدًا إلى أميركا الجنوبية.

كما نقلت المصادر أن مقترحات عديدة طُرحت خلال تلك اللقاءات السرّية، من بينها إدماج العناصر غير المتورّطة في جرائم داخل مؤسسات الدولة، كخيار إنقاذي يحول دون ضياعهم أو التحوّل إلى وقود صراعات جديدة.

وقال أحد القادة وفق ما نُقل عنه حرفيًا: “إذا وُجد طرف قوي وضامن يفتح الباب لمبادرة جدّية، فأنا مستعد لتشجيع المزيد من زملائي على اتخاذ هذا القرار.”

وفيما لا تزال هذه التسريبات غير مؤكدة رسميًا، تشير مصادر سياسية إلى أن صحتها، ولو جزئيًا، قد تعني بداية تحوّل استراتيجي في البيئة الداخلية لـ”حزب الله”، وتفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة في المشهد اللبناني، طالما اعتُبرت حتى الأمس القريب من المحرّمات.

غير أن ترجمة هذه الرغبات إلى مسار فعلي يتطلّب مبادرة سياسية – أمنية جدّية، تضمن الخروج الآمن لهؤلاء، وتمنع في الوقت نفسه انزلاق لبنان إلى مرحلة تصفيات دموية داخلية لا يتحمّلها أي طرف، في ظل التدهور المستمر في الأوضاع الوطنية.

اخترنا لك