في مقابلة حصرية مع صحيفة “نيوزماكس”، أكدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن “انتفاضة الشعب الإيراني ليست طموحًا بعيدًا، بل هي جارية بالفعل”. جاء ذلك في أعقاب الغارات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في 21 يونيو، والدعوات المتصاعدة لتغيير النظام من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
أوضحت رجوي أن المقاومة كانت تتقدم داخل إيران حتى قبل الغارات الجوية، مشيرة إلى وقوع خمس انتفاضات وطنية خلال السنوات السبع الماضية في أكثر من 150 مدينة، ما هز أركان النظام الديني الذي يعاني اليوم من أضعف حالاته منذ عام 1979. وأرجعت الأسباب إلى الانهيار الاقتصادي، وتدهور الخدمات الأساسية، والفساد المستشري، والقمع المتواصل، وهي العوامل التي أشعلت انتفاضة 2022. كما ربطت رجوي سقوط حلفاء النظام في لبنان وسوريا بتدمير “الدرع الخارجي” الذي اعتمد عليه خامنئي، الأمر الذي دفع النظام إلى التركيز على مشروع الأسلحة النووية كمصدر جديد للأزمة.
ردًا على الاتهامات بعدم وجود حضور حقيقي داخل إيران، أكدت رجوي أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق يمتلكان شبكات واسعة داخل البلاد، حيث تنظم وحدات المقاومة الاحتجاجات، توزع المواد المناهضة للنظام، وتكسر جدران الرقابة والخوف. وأضافت أن دعمًا واسعًا يأتي من عائلات السجناء السياسيين والمنفيين الذين يشاركون بنشاط في الاحتجاجات الاجتماعية.
شددت رجوي على تزايد نشاط وحدات المقاومة يومًا بعد يوم، مركزة جهودها على التنظيم، رفع الوعي، وإلهام الآخرين، مع استهداف الحرس الثوري وأجهزة القمع. وأكدت أن سقوط النظام ليس “إذا” بل “متى”، مشيرة إلى اعتراف كبار المسؤولين الإيرانيين بالدور المركزي لمنظمة مجاهدي خلق في انتفاضات الأعوام 2018، 2019، و2022.
أكدت رجوي أن عمليات المقاومة السرية أفضت إلى الحصول على معلومات حساسة حول برنامج الأسلحة النووية الإيراني، مما ساعد على فضح مؤامرات النظام الإرهابية وجرائمه، من خلال أكثر من 130 ملفًا سريًا، مستندة إلى شبكة المقاومة المنظمة داخل البلاد.
فسرت رجوي أن الوضع الراهن أكثر خطورة على النظام بسبب ضعف الأخير مقارنة بأعوام سابقة، وتنامي الغضب والكراهية الشعبية، وتقلص القاعدة الاجتماعية للنظام، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الحادة. وأوضحت أن قيادة انتفاضة 2009 كانت من داخل النظام، لكنها تخلت عن الشعب لاحقًا، في حين أن المقاومة الحالية أقوى وتنظم الغضب الشعبي لانتفاضة مستمرة.
أشارت رجوي إلى الدعم العالمي المتزايد للمجلس الوطني للمقاومة وخطة النقاط العشرة التي تؤيدها غالبية أعضاء مجلس النواب الأمريكي وآلاف المشرعين عالميًا، مما يهيئ مناخًا دوليًا مؤيدًا للتغيير في إيران.
ردًا على سؤال عن رضا بهلوي، اعتبرت رجوي أن بقايا نظام الشاه لا يمثلون خيارًا حقيقيًا، بل يسعون لإعادة ديكتاتورية الحزب الواحد بلا قاعدة شعبية حقيقية، مشيرة إلى أن الشعب الإيراني يريد جمهورية ديمقراطية خالية من الاستبداد.
وأوضحت رجوي أن النظام يعيّن في القوات الأمنية أشخاصًا موالين للغاية، يخضعون لمراقبة صارمة، لكن هناك مؤشرات على تآكل الاستقرار داخل هذه القوات بسبب الضغوط الاقتصادية والمعنوية، مما يزيد هشاشة النظام رغم استمرار وجود الأجهزة القمعية.
تُعبر هذه التصريحات عن واقع متأزم يشهده النظام الإيراني وتؤكد أن نواة التغيير الراهن محلية ومنظمة، تدعمها شبكات داخلية وخارجية، وسط ترقب دولي لنتائج هذا التوتر المتصاعد.