صورة الـ “إستيذ” والأب تارديف

ذات يوم رفع المواطن منير القاضي في أحد شوارع بيروت صورة عملاقة لـ “الإستيذ” ـ ولا أستاذ سواه – مع جملة سيخلدها التاريخ إلى ما بعد التاريخ: “ينصح الأطباء بالنظر إليه لرفع مستوى الكرامة والعزة والشرف” ليس كل “الدكاترة” من هذا الرأي إذ ينصح بعضهم مَن هنّ في فترة الوحام إطالة النظر في محيا أبي مصطفى كي يرزقهن الله عزّ وجل أجمل البنين والبنات وأشدهم ذكاء، ويؤكد الاختصاصيون أن التعرض لأشعة صورة الـ “إستيذ” لخمس دقائق فقط يجعل العميان يبصرون والنظر إليها بخشوع يجعل الكُسحان يمشون والبرص يشفون والصم يسمعون والموتى يقومون… وينتخبون.

عجائب الأخ الرئيس لا تقل شأناً عن عجائب الأب الدومينيكاني إميليانو تارديف، الذي جمع حوله في ملعب برج حمود في العام 1995أكثر مما يجمعه دربي بيروت بين الأنصار والنجمة في أي نزال.

ومن أطباء السكري وأمراض الغدد الصمّاء واضطراب الهرمونات هذه الوصفة: أنعموا النظر في وجه الرئيس.

ينزل مخزون السكر في دقائق إلى ما نسبته 5.7 مل/ في الليتر، وهو المعدل الطبيعي، ومن يعاني مشاكل في الغدد أو قصورًا في عمل الكلى فليركع ويصلي لإله العيون العسلية. أما لمن تود إنقاص وزنها مع بدء مواسم البحور والأجسام المنحوتة وقد داهمها الوقت قبل أن توقف شهيتها السالكة على الخطين.

سيدتي الجميلة إليك الحل: نظرة واحدة من “الإستيذ” وإليه تذوب الشحوم والدهون في أيام، وتوفيرًا لمشقة التنقل وزحمات السير، تؤمن لجنة التقديمات في “الحركة” لكافة المواطنين والمواطنات في الدولة صورًا لـ “الإستيذ” سريعة الذوبان. تناوليها سيدتي صباحًا وستحصلين في أسبوع على جسم “يجلط” آخر ضحاياكِ. والأخير أوّل.

عدا الفوائد الصحية والنفسية فصورة “الإستيذ” هي الضمانة الأساسية للوحدة الوطنية والبلسم الشافي للطائفية البغيضة وملهمة من ضلّ طريقه من النواب الأفاضل الذين يشكلون الأكثرية. بلا أكثرية بلا بلوّط بلا استعراضات.

مستعجلون على اقتراح معجل ومكرر يحفظ حق المغتربين في التصويت؟ دولته مش مستعجل على “طرح المشروع المعجل المكرر على المجلس في أول جلسة يعقدها بعد تقديمه…” نكاية بالمواد 109 و108 و107 و106 و105 والنظام الداخلي بضهرن. ونكاية بأكثر من 800 ألف لبناني غادروا البلد بين العام 2017؛ عام إقرار قانون الانتخابات الأخير والعام 2025.

مرة جديدة تنصح الجمعية العمومية للأطباء النفسيين سائر اللبنانيين بالنظر مطولاً إلى صورة دولة الرئيس الشافي كي يبرأوا من خطاياهم والتسليم بمشيئة الـ “إستيذ” حفظه الله.