“#لبنان إلى كارثة مدمّرة جديدة”
–
خاص بوابة بيروت
نشر الإعلام الحربيّ التابع لـ”حزب الله” مقطع فيديو، يظهر راجمة صواريخ متمركزة في نفق مجهّز، في مشهد له دلالته الميدانيَة. كما حمل رسالة سياسية واضحة، لا تحتمل التأويل، للداخل والخارج.
اختُتم الفيديو بعبارة لافتة، شديدة الوضوح : “لن نترك السّاح، لن نسقط السلاح”. هذه العبارة التي رافقت مشهداً عسكرياً شديد اللهجة، استلقتفها اللبنانيون والعالم.
لم يكن مجرد فيديو عادياً، وقد أكّد المراقبون على أنّه ينطوي على رسالة صاروخية مباشرة، استهدفت الدولة اللبنانيّة والمفاوضين الأميركيين، ومفادها أنّ قرار “حزب الله” التمسّك بسلاحه، وعدم رغبته بتسليمه للجيش اللبنانيّ، هو قرار قطعيّ ونهائيّ، لا لبس فيه، ولا يخضع لأي مقايضة سياسيّة أو أمنيّة.
وُصف هذا الفيديو “الرّد” بأنّه الأوضح والأكثر صرامة حتى الآن، حول المقترحات الدوليّة المطروحة بشأن نزع السّلاح، لا سيّما في ظلّ التحركات الأميركيّة والجهود الرّامية لصياغة موقف لبنانيّ حازم وموحد.
في المقابل، يتصاعد القلق الشعبيّ في الداخل اللّبنانيّ، وعبّر المواطنون والناشطون عن خشيتهم من أن يكون “حزب الله” قد اتّخذ قرار المواجهة بأيّ ثمنٍ، وعدم تسليم سلاحه وصواريخه، حتى ولو أدّى ذلك إلى جرّ لبنان إلى حرب مدمّرة جديدة.
وفي ظلّ الانقسامات السياسيّة، والشلل الّذي يضرب المؤسسات، ناهيك عن الضائقة الاقتصادية الخانقة، وفي ظلّ غياب أي غطاء دوليّ واضح، أعربت شرائح واسعة من اللبنانيين، التوّاقين إلى السلام، عن خشيتهم من أن يُدفع لبنان مرّة جديدة إلى الهاوية، وإلى حافة الانهيار الاقتصاديّ الشامل، وليس فقط الماليّ. وهذه المرّة، على وقع أصوات الصّواريخ وهدير الطائرات.
ويبقى السؤال الأهم، هل سنشهد حرباً مدمّرة تأكل الحجر والبشر؟ وهل البوصلة اتجهت نحو الانفجار الكبير؟ أم هو رقصٌ بالصواريخ على حافة التّلويح والتهديد الشكليّ، والإعلاميّ كرادعٍ لما يُحاك للحزب وسلاحه في الغرف العالميّة المغلقة؟