تفجير وليس تسونامي

كتب أَسعد م. الراعي

بوابة بيروت تنشر مشروع ذاكرة، رغم مرور خمس سنوات على جريمة تفجير مرفأ بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠

خمس سنواتٍ مضت، أَي ٦٠ شهراً، أَي ١٨٠٠ يوماً، أَي ٤٣،٢٠٠ ساعةً، أَي ٢،٥٩٢،٠٠٠ دقيقة، أَي ١٥٥،٥٢٠،٠٠٠ ثانية، ومرّت على الفاجعة، على النكبة : تفجير مرفأ بيروت ٤ آب ٢٠٢٠.. الضحايا الذين قَضَوا لن يعودوا، الجرحى، منهم من طاب جسدياً أَو من حمل إِعاقة وآخر يتخبّط معنوياً ونفسياً، الخسائر المادية لن تُحصر وتتزايد. الأهالي والأَحباء والأَصدقاء ينتظرون (على هذا النحو) ينتظرون العدالة وتحقيق الوعود ( أَقلَّه ) …

اليوم نقول، انتهى عهد كان قد جرى فيه التفجير، ومرّت الذكرى ٤ مرات. تنصَّل من تنصَّل من المسؤولية، معالم تبعثرت، إعلام لم يعد التفجير قضيته حتى سياسات داخلية ودولية تبدّلت …

معظم السياسيين لا زالوا في المسؤولية …

كلمتين على المسؤول ان ينساهم : “كنت أَعلم” و “لو كنت أَعلم”.

١- اليوم إنتُخِب رئيس جديد للجمهورية أي “عهد جديد” وهو على رأس السلطة السياسية في البلاد، وقد كان على رأس السلطة العسكرية والأَمنية في البلاد حوالي ٨ سنوات بمعنى : “بيعرف البئر وغطاه” وأَقسم اليمين في المجلس وأمام معظم النواب بحضور أَكبر حشد دبلوماسي عرفته جلسة انتخاب رئيس لما تحمل من رمزية وأَمآل وبتغطية إعلامية محلية ودولية، اليمين على الكثير الكثير والأَهم نزاهة سير العدالة وكشف مرتكبي هذا التفجير ومحاكمتهم (وهذا هو موضوعنا).

٢- كُلِّف أَهم قاضٍ كان على رأس المحكمة الدولية، يتحلّى بالمناقبية المهنية، أَن يُشكّل حكومة تستنهض مؤسسات الدولة وتحاكم الفاسدين في الإدارة والقضاء واسترجاع ودائع الناس ووووو …

٣- تفتيح العين الدولية على لبنان ورغبة هذه الدول لمد يد العون بشكلٍ لا مثيل له – كرامة شعب – لتحديث البلد واحترام شعبه الذي عانا وأجياله المتشردين قسراً الذين تخلو عن أحلامهم في وطنهم ومع أُسَرهم ..

هكذا حصل .. اليوم لدينا وَعدين بأَعلى الصوت : من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة .

لغاية اللحظة، نحن نسرد الوقائع ونتحضّر لخوض الانتخابات المقبلة …

بصراحة، اللحظات الآتية لا أَحد يعرف خفاياها .

التحدي الكبير هو، بين قَسَم الشعب – منذ خمس سنوات – وبين قَسَم المسؤولين .

أَي رخصٍ هذا، أَي لا مبالآت هذه، أَي ميوعة وأي قصر نظر وحكمة ؟؟
ليخجل الكبير من الصغير .
ليخجل المسؤول من المواطن .
نحن بحاجة لسياسيين طاهرين (قبل كل شيء)
نزيهين، متفانين، متواضعين، متجرّدين يتحلون بالحكمة والحنكة والبراعة في التفاوض والصرامة والتزام عند تطبيق الدستور وتطبيق القانون وإلا سيكون لدينا في كل يوم “تفجير ٤ آب ٢٠٢٠” …

بعد تحقيق العدالة قد نتمكن من القول : “تنذكر وما تنعاد”.
تفجير مرفأ بيروت جاء نتيجة ولم يكن “تسونامي” من الطبيعة .
سوف نحمل الشموع ونرفع الصلوات لراحة انفسكم ولبلسمت الجراح وسكب نعمة الصبر وهذا واجب بسيط وسنجدد وعدنا لكم ولكِ يا بيروت … والسلام.

اخترنا لك