“لدعم #المقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي”
في ظل تصاعد التوتر حول الملف النووي الإيراني، استضافت العاصمة الألمانية برلين مؤتمرًا سياسيًا رفيع المستوى نظمته “لجنة التضامن من أجل إيران حرة” (CSFI)، بمشاركة شخصيات بارزة من المسؤولين الألمان والأميركيين السابقين، إلى جانب نواب وممثلين عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وتزامن المؤتمر مع اقتراب جولة مفاوضات أوروبية حاسمة مع نظام طهران في إسطنبول، مما أضفى طابعًا استراتيجيًا عاجلًا على الحدث.
لحظة حاسمة… وتحذير من “النافذة المغلقة”
في كلمته الافتتاحية، اعتبر ليو داوتزنبرغ، النائب الألماني السابق ورئيس اللجنة المنظمة، أن العالم يقف أمام لحظة فارقة، قائلاً: “نافذة تفعيل آلية السناب باك تغلق بسرعة. لم يعد السؤال إيرانيًا فقط، بل يتعلق بأمن أوروبا والعالم أجمع.”
آلية “سناب باك”: أداة الضغط الأخيرة
ركز المشاركون على آلية “سناب باك” باعتبارها الأداة المدنية الأخيرة للضغط على النظام الإيراني قبل الانزلاق نحو المواجهة العسكرية.
الدكتور فرانز يونغ، وزير الدفاع الألماني الأسبق، شدد على أن العقوبات لم تعد كافية، مؤكدًا أن “التغيير من الداخل هو الحل، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يمثّل البديل الواقعي.”
السفير الأميركي السابق روبرت جوزيف أضاف أن “الغرب يجب أن يخرج من الثنائية الزائفة بين التفاوض والحرب”، معتبرًا أن دعم المقاومة المنظمة بقيادة الشعب الإيراني هو “الخيار الثالث” الغائب عن السياسات الغربية.
ثلاثية المواجهة: الحقيقة، الضغط، التغيير
بدوره، قال الدبلوماسي الألماني د. رودولف آدم إن الرهان على اعتدال النظام الإيراني هو “وهم قاتل”، موضحًا أن “من يريد إنهاء البرنامج النووي، عليه إنهاء حكم الملالي”. وأشاد بخطة المقاومة الإيرانية ذات العشرة بنود، معتبرًا إياها خارطة طريق ديمقراطية موثوقة.
علي صفوي، من لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، عرض بالأدلة كيف يواصل النظام الإيراني خداع المجتمع الدولي عبر إخفاء أنشطته النووية وتضليل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد أن المقاومة هي من كشفت العديد من الانتهاكات السرية، داعيًا إلى “إنهاء عهد المفاوضات بلا عواقب”.
وقد أجمع المؤتمرون على سلسلة من الخطوات الملحّة:
- تفعيل فوري لآلية “سناب باك”: لإعادة فرض قرارات مجلس الأمن ووقف استغلال النظام للمفاوضات.
- التخلي عن خيار التفاوض العقيم: النظام لا يلتزم، والحل الوحيد هو بديل ديمقراطي من الداخل.
- دعم المقاومة والشعب الإيراني: كخيار بديل عن الحرب، وتحقيق التغيير من داخل إيران.
- الاعتماد على خطة العشرة بنود: كمسار ديمقراطي لضمان انتقال سلمي يحقق الاستقرار الإقليمي والدولي.
كما وجّه المؤتمر نداءً واضحًا وصريحًا إلى الحكومات الأوروبية: “الانتظار لم يعد خيارًا. إيران تقف على أعتاب السلاح النووي، والمجتمع الدولي بحاجة إلى موقف حازم. الخيار الآن هو بين الحسم والتواطؤ.”
بهذا، لم يكن مؤتمر برلين مجرد نقاش سياسي، بل تحوّل إلى منصة نداء تاريخي، يدعو أوروبا والعالم إلى إعادة صياغة سياساتهما تجاه طهران عبر دعم فعلي للشعب الإيراني ومقاومته الديمقراطية.