بلد الطاقات المهدورة…

بقلم خلود وتار قاسم

نحن بلد يملك كل شيء… العقول، الإبداع، الثروات، وحتى البحر الذي يخبئ في أعماقه الغاز والنفط. ومع ذلك، نُصرّ على أن نكون بلد الفرص الضائعة!

عندما اكتشفوا النفط والغاز في أرضنا وبحرنا، لم أستبشر خيرًا… ليس لأن هناك عدوًا واحدًا يتربص بنا، بل لأن هناك أعداء كُثر، وبعضهم منّا وفينا! نحن شعب يهوى الدراما، وحين تكون الثروة أمام أعيننا وبمتناول أيدينا، نُهدمها بأيدينا قبل أن يلمسها غيرنا!

اليوم، رحل زياد الرحباني… الرجل الذي عزفت ألحانه مسارح العالم، وغنّت موسيقاه قلوبنا قبل حناجرنا. رحل بعد أن أنهكه المرض، وبعد رحيله فقط… تذكّره الناس، والحكومة، ورئيس الدولة، وكالعادة قُلّد قبره أوسمة!
أي عظمة هذه؟ وما نفع الأوسمة بعد الموت؟!

زياد لم يمت في قلوبنا، لأن أعماله خالدة، لكن كان يسوى أن يُحتضن وهو حي، أن تُصان عبقريته، وأن يُدعم فنه ليعطي أكثر وأكثر.

رسالتي إلى دولتنا العتيدة، أفيقوا قبل فوات الأوان! أرسلوا خبراءكم لا لتوقيع عقود الهدر والفساد، بل لاقتناص المواهب الشابة في هذا الوطن، واحتضانهم قبل أن يهاجروا، قبل أن يذبلوا، قبل أن يصبحوا مجرد ذكرى تُزيّنها الأوسمة بعد الموت. فالأوطان لا تُبنى بالشعارات ولا بالوعود، بل بسواعد أبنائها وبناتها، وبعقول مبدعيها قبل أموالها.

تعازينا الحارة إلى السيدة العظيمة فيروز، إلى كل آل الرحباني، وإلى كل الشعب اللبناني… رحل زياد الجسد، لكن زياد الفن والفكر باقٍ معنا إلى الأبد.

اخترنا لك