بقلم خلود وتار قاسم
في وطنٍ تتهاوى مؤسساته تحت وطأة المحسوبيات والفساد والصفقات المشبوهة، تبقى المؤسسة العسكرية هي الصرح الوحيد الذي ما زال يحافظ على الحدّ الأدنى من الانضباط والاستقرار.
في ظلّ هذا الانهيار الشامل سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا، نعلّق آمالنا على هذه المؤسسة التي تخوض اليوم تحديات داخلية وخارجية مهولة، وسط ظروف غير مسبوقة.
لكننا، رغم كل شيء، نثق بحكمتها وصبرها وصلابتها، خصوصًا أن على رأس الدولة اليوم قائد نشأ في كنفها وتربّى على مبادئها.
نؤمن أن هذه المؤسسة قادرة، كما عهدناها، أن تجد المخارج وتفتح الطريق نحو خلاص لبنان من أزماته المستعصية.
لبنان لن يُكتب له البقاء إلا إذا تحوّل إلى وطنٍ مدنيٍ حقيقي، تُعلى فيه سلطة القانون على الطوائف والزعامة، وتُستعاد فيه القيم التي نكاد نفقدها.
فمن لا يقدّر الهبة تُنتزع منه… فهل نحتاج لخسارة كل شيء حتى نستفيق؟
كل عام وأنتم صمّام أمان هذا الوطن.
كل عام وأنتم حصن لبنان الأخير.