خمس سنوات على الجريمة… العدالة لا تزال رهينة التحاصص واللادولة
العدالة لا تزال رهينة التحاصص واللا دولة
كتبت الأميرة حياة أرسلان – هيئة تفعيل دور المرأة في القرار الوطني
–
#بوابة_بيروت تنشر #مشروع_ذاكرة، رغم مرور خمس سنوات على جريمة تفجير مرفأ بيروت في #٤_آب ٢٠٢٠
منذ اللحظة الأولى طالبنا بالحقيقة ورفعنا شعار “بدنا الحقيقة كل لحظة وكل دقيقة”.
كان ذلك في 4 أب 2020 أي منذ خمس سنوات ومازالت الحقيقة تترنح بين غفوة وصحوة وبين إقدام عدلي ومنع وتمنع سياسي مما جعلنا نبحث عن حقيقة الدولة اللبنانية ومآلها في ظل طبقة سياسية قاصرة وفاسدة وشعب لا حول له ولا طول.
سلكنا طريق التوعية وجاهدنا في سبيل نشرها.
أطلقنا مطالبات ونظمنا وقفات احتجاجية أمننا مساعدات وبقينا نفتش عن الحقيقة التي نأمل أن تظهر عاجلا إذ طال أمد الانتظار. للأسف تبقى الصورة غير مكتملة المعالم لأن من يريدونها منقوصة هم من يمسكون بزمام الأمور ويديرون اللعبة بزغل موصوف يضعف من كيان الدولة ويبحر بها إلى اللا دولة.
ما هذا العجز وما هذا التلكؤ وما هذه العودة إلى التحاصص الذي يسبب انهيار الدولة.
لقد راهنا على عهد ينصف الوطن والمواطن ويوصل كل ذي حق إلى حقه فإذا به يخضع لأمراء الحرب ولدويلة الميليشيات التي تقوض أركان الوطن وليس أدل من زيارة أهالي ضحايا تفجير المرفأ لرئيس الجمهورية العماد جوزيف عون للطلب منه العدالة للضحايا.
كان الاستقبال حارا والوعود جميلة أخاذة وفي اليوم التالي لم يحضر الوزير غازي زعيتر ولا المدعي العام عويدات الذي كان قد استدعاهما المحقق بيطار للمثول أمامه في قضية العصر قضية تفجير المرفأ. في أي خانة تحشر هذه الواقعة؟ ألا تتموضع في ببغائية تكرار قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية؟ وحتي هذه اللحظة لا خطة زمنية للتنفيذ ولا تحديد لموعد حوار استعمل كمخرج للهروب من الوعود.
الأسوأ من عدم استعادة الدولة من خاطفيها هو التعيينات العشوائية التي تجلت بأقبح الصور وإحياء صناديق المحاصصة مثل مجلس الإنماء والإعمار وصندوق المهجرين ومجلس الجنوب وهي الأمثال الفاقعة على الاستمرار بالهدر والفساد.
ثم نتدرج إلى المعابر غير الشرعية السالكة بأمان للمهربين بدل إقفالها مما يفقد الدولة الكثير من مواردها. أضف إلى ذلك إغلاق الدوائر العقارية في جبل لبنان تحت عذر إضراب الموظفين . نعم من حق الموظفين أن يضربوا اعتراضا على تدني معاشاتهم ومطالبة بتعويضات عادلة لكن أن تبقى الدولة مكتفة الأيدي لا تقدم على إنهاء الإضراب وإيجاد حلول فهذه لا تصنف إلا في خانة العجز الذي يجب ألا يستمر.
إن كشف حقيقة تفجير المرفأ يرتبط ارتباطا عضويا بأداء الدولة بشكل عام . فنظام الدولة هو نظام متكامل مترابط يعمل كجسم واحد وليس كقطع مفككة متفرقة.
أيها المسؤولون إن للمسؤولية مقياس وأهمه إبعاد اليأس عن المواطن وإبعاده عن الكفر بالوطن. العدالة لضحايا المرفأ، العدالة للوطن .