كتب المهندس شربل أبو جودة
بوابة بيروت تنشر مشروع ذاكرة، رغم مرور خمس سنوات على جريمة تفجير مرفأ بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠
رجل دولة يتّخذ قرار ًوطنيّاً مرفقاً بأمضاءٍ بدم ودموع ضحايا المرفأ، وأمل وصوت اللبنانيين المقهورين.
لو كان لدينا رجال دولة… لكان لدينا مرفأ يليق بلبنان.
لو كان في لبنان من يملك القرار، والإرادة، والرؤية الوطنية، لما كنّا اليوم نتحدث عن مرفأ مدمّر، وعن وعود خاوية، وعن مساعدات مشروطة من صندوق النقد أو الدول المانحة.
لو كان لدينا رجال دولة حقيقيون، لكان لبنان قد امتلك اليوم أحد أكبر المرافئ في شرق المتوسط، مرفأ حديثاً متكاملاً، كما صمّمه المهندس اللبناني شربل أبو جودة، برؤية تجمع بين الاقتصاد، البيئة، السيادة، والحداثة.
خمسة أعوام ضائعة… وثمن باهظ
منذ خمس سنوات، منذ انفجار الرابع من آب 2020، لم يُتّخذ أي قرار جدي لإعادة إعمار المرفأ.
كل ما فُعل هو التلهّي بالتحقيقات، وطرح مشاريع خارجية متضاربة، والتذرّع بالحاجة إلى “تمويل خارجي” يعيد تحريك الورشة.
لكنّ الواقع أن طرحًا وطنيًا، لبنانيًا، كاملًا، وواقعيًا وُضع على الطاولة منذ 2020… وجرى تجاهله.
الطرح الذي قدّمه شربل أبو جودة، لم يكن حلمًا، بل خطة جاهزة للتنفيذ، لا تحتاج إلا إلى قرار.
ماذا خسرنا؟
لو أُعتمد هذا المشروع منذ خمس سنوات، لكان لدينا اليوم:
• مرفأ سياحياً عالمياً يستقطب مئات آلاف السيّاح سنويًا ويغذّي الاقتصاد المحلي.
• منطقة حرة صناعية وتجارية تخلق آلاف الوظائف وتعيد جذب المستثمرين.
• مرفأ صيد بحري للسفن الكبيرة يُنتج مئات الأطنان من الأسماك ويعيد تنشيط قطاع مهمل.
• مركز معالجة حديث للنفايات ينهي الأزمة البيئية في العاصمة.
• ربط سككي ومركز إداري ومساكن عسكرية تليق بالجيش.
• والأهم، مداخيل تفوق 15 مليار دولار سنويًا من الإيرادات المباشرة وغير المباشرة، كفيلة بإعادة إعمار الجنوب، وتحريك الاقتصاد، وضخ السيولة في المصارف، وضمان الحد الأدنى من حقوق المودعين.
لكن بدلاً من ذلك، نحن نراوح مكاننا، وننتظر القروض، ونغرق في الديون، ونخضع لشروط الخارج، ونفتقد لأبسط مقومات القرار السيادي.
المشكلة الحقيقية: غياب رجال القرار
ما ينقصنا ليس التمويل، بل رجال دولة.
ما ينقصنا ليس الدراسات، بل القرار الوطني.
ما ينقصنا ليس الرؤية، بل من يتجرأ على اختيار مصلحة لبنان على حساب مصالحه الخاصة.
هناك من يريدنا أن نبقى نستجدي القروض بدل أن ننتج الثروات.
من يريدنا أن نعيش على “القطعة” بدل أن نخطط لعقود.
من يريد ربط لبنان بقروض وشروط ووصايات، بدل أن يؤمن بلبنان المنتج، القادر، والمبادر.
لو كان لدينا رجال دولة حقيقيون، لكان لبنان قد امتلك اليوم أحد أكبر المرافئ في شرق المتوسط، مرفأ حديث متكامل، كما صمّمه المهندس اللبناني شربل أبو جودة، برؤية تجمع بين الاقتصاد، البيئة، السيادة، والحداثة.
نحو لبنان الجديد؟
نعم، كان مشروع أبو جودة قادرًا أن يكون بداية لبنان جديد.
لبنان يؤمن بشبابه، بعقوله، بموارده، وبموقعه الجغرافي.
لبنان لا ينهار، بل ينهض من بين الركام، كما فعلت مرافئ وشعوب بعد حروب وكوارث أكبر.
لكن البداية تكون بقرار. بجرأة.
بأن نقول، كفى إدارة أزمة… ولنبدأ بإعادة بناء الدولة.
* مصمم الطرح اللبناني لإعادة اعمار مرفأ بيروت