في ذكرى ٤ آب : جرح بيروت المفتوح وعدالة مغدورة

كتب ميراز الجندي

بوابة بيروت تنشر مشروع ذاكرة، رغم مرور خمس سنوات على جريمة تفجير مرفأ بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠

لا أكتب كمراقب من بعيد، بل كواحد من أبناء هذا البلد، كمن عاش المشهد بكل تفاصيله: صدمة، دم، ركام، ومؤامرة على الحقيقة.

في 4 آب 2020، لم ينفجر فقط مرفأ بيروت، بل انفجر نظام بكامله وهو ليس انفجار بل تفجير .

نظام اعتاد أن يقتل بالصمت، ويخفي الجريمة بالحصانات، ويبيع الكرامة الوطنية مقابل التحالفات والصفقات.

ماذا نكتب، والركام ما زال شاهدًا؟ عن مدينة جُرحت، عن ضحايا بلا قبور واضحة، عن أشلاء واكشف حقيقة صادمة نُقل تمام يحتوي على بقايا بشرية إلى مكب مستحدث في عكار وفق شهادات موثوقة، في محاولة لمسح آثار الجريمة كما مُسحت المسؤوليات.

يوسف فنيانوس، علي حسن خليل، نهاد المشنوق ومن خلفهم من شركاء سياسيين وأمنيين، لم يُستدعوا للمساءلة الجدية.

القضاء مشلول، التحقيق مُعطّل، والسلطة تحتمي بالوظيفة والولاء.

4 آب لم يكن “حادثًا”. كان جريمة موصوفة.

النيترات كانت معروفة. التحذيرات كانت موثقة. المجرمون كانوا في مراكز القرار.

وما تلا الجريمة كان أخطر: تواطؤ سياسي، تهديد للمحقق العدلي، انقسام في القضاء، ومجتمع دولي يتفرّج.

لكننا، كلبنانيين، لا نملك ترف النسيان.

4 آب هو يوم حساب مفتوح. لن نرضى بأن يتحوّل إلى مجرد ذكرى.

هو ملف مفتوح في وجه الجميع: من شارك، من تواطأ، من غطّى، من صمت.

لن تُقفل الجريمة إلا بمحاسبة عادلة، ولن تُغسل يد أي طرف تورّط، ولو بالكلمة.

في هذا اليوم، نكتب ليس لنُرثي بيروت، بل لنُشهِر الألم في وجه من صادروا الحقيقة.

بيروت ستشهد… والعدالة ستأتي، ولو بعد حين.

ولا احد يقول لا نستطيع فعل شيء بل الإرادة تصنع الحرية .

اخترنا لك