الأزمة المائية في إيران…

رسم مستقبل جديد في مؤتمر إيران حرة ۲۰۲۵ في إيطاليا

تواجه إيران في عام ۲۰۲۵ أزمة مائية حادة تهدد الحياة اليومية للمواطنين واستمرارية القطاعات الصناعية، وهو واقع يعكس هشاشة النظام في إدارة الموارد الحيوية. في ظل هذا السياق، يصبح مؤتمر «إيران حرة ۲۰۲۵» في إيطاليا إطارًا أساسيًا لفهم أبعاد الأزمة وطرح حلول وطنية ودولية مناسبة، تأخذ بعين الاعتبار الحاجة الماسة لإصلاح جذري يضمن حماية المياه وحياة الإنسان.

أزمة المياه وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية

شهدت إيران خلال السنوات الأخيرة تراجعًا حادًا في منسوب المياه في الأنهار والسدود، نتيجة عوامل متعددة منها التغير المناخي، سوء إدارة الموارد، والاستغلال المفرط. وقد أفضى هذا النقص إلى انخفاض إنتاج الكهرباء من المحطات الهيدروليكية، مما أدى إلى انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي أثرت سلبًا على الصناعة والتصنيع، مع تهديد مباشر لمستقبل آلاف العاملين ومصداقية الاقتصاد الوطني.

القطاعات الصناعية، التي تعتمد اعتمادًا شبه كامل على المياه والكهرباء، تواجه أزمات عميقة مع تراجع الإنتاج وارتفاع معدلات البطالة، في حين يعاني المواطنون من تأثيرات اجتماعية متزايدة كاحتجاجات واسعة ضد عجز النظام وقمعه المتزايد. هذا الغليان الشعبي يعبّر عن رفض فشل الحكومة في تأمين حاجة أساسية كالماء، ويبرز الحاجة الملحة لإحداث تغيير حقيقي.

مؤتمر إيران حرة ۲۰۲۵: منصة للتغيير وازدهار إدارة الموارد

يأتي مؤتمر «إيران حرة ۲۰۲۵» المنعقد في إيطاليا في لحظة حاسمة، حيث يجمع قوى المعارضة الإيرانية والمجتمع الدولي لمناقشة الأزمات الهيكلية التي تعاني منها إيران، وعلى رأسها أزمة المياه والكهرباء. يسلط المؤتمر الضوء على أن هذه الأزمات هي ليست فقط تحديات فنية أو بيئية، بل نتاج فشل سياسي وإداري مستمر للنظام الحاكم.

يؤكد المؤتمر ضرورة خلق آليات بديلة لإدارة الموارد، تتوافق مع مبادئ الديمقراطية والشفافية، وتحترم حقوق الإنسان وتنطلق من إرادة الشعب الإيراني. كذلك، يناقش المؤتمر دعم وحدات المقاومة داخل إيران لتعزيز قدرة الشعب على مواجهة تداعيات الأزمات والعمل على بناء مستقبل تكون فيه إدارة الموارد الوطنية عادلة ومستدامة، بعيدًا عن الفساد والاستبداد.

ان تجسد أزمة المياه والكهرباء في إيران تحديًا وجوديًا يختبر قدرة النظام على البقاء واستدامة الحياة الاقتصادية والاجتماعية. مؤتمر «إيران حرة ۲۰۲۵» في إيطاليا ليس مجرد حدث سياسي بل منصة استراتيجية تمثل أملًا في استعادة سيادة الشعب الإيراني على موارده الطبيعية والاقتصادية. من خلال تبني حلول جذرية وتنظيم دعم دولي وشعبي، يمكن لهذا المؤتمر أن يمهد السبيل لإيران جديدة، تضمن المياه والكهرباء لكل مواطن، وتحقق العدالة والتنمية المستدامة بعيدًا عن الظلم والتهميش.

اخترنا لك