في الذكرى الخامسة لتفجير ٤ آب…

مسيرة شعبية ووقفة رمزية تطالب بالإسراع في القرار الظني وتحقيق العدالة

في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، نظّم أهالي الشهداء وضحايا الكارثة مسيرتين انطلقتا مساء الإثنين من ساحة الشهداء ومركز فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا، باتجاه تمثال المغترب مقابل موقع الانفجار. رفع المشاركون صور الشهداء ولافتات تطالب بالحقيقة والمحاسبة والعدالة، وسط حضور شعبي ورسمي لافت.

عند تمام الساعة السادسة مساء، وصلت الحشود إلى محيط تمثال المغترب، حيث رُفع علم لبناني ضخم يحمل تواقيع المطالبين بالحقيقة، كما جرت تلاوة أسماء الضحايا في وقفة رمزية تكريمية، تزامنًا مع إطلاق صافرات السفن ورفع الرافعات في مرفأ بيروت، تحيةً لأرواح الشهداء.

وعند الساعة 6:07، لحظة وقوع الانفجار، وقف المشاركون دقيقة صمت تخليدًا للضحايا.

كلمات ومواقف، العدالة لا تزال غائبة

وألقت المحامية سيسيل روكز كلمة باسم أهالي الضحايا، انتقدت فيها غياب المحامي العام التمييزي غسان عويدات والنائب غازي زعيتر عن الجلسات القضائية، واصفة إياهما بـ”فارين من العدالة”، وداعية إلى عدم إيصال أمثالهما إلى مراكز السلطة مستقبلاً.

أما وليم نون، شقيق الضحية جو نون، فدعا “حزب الله” إلى العودة إلى “لبنانيته”، مثنيًا على دور وزير العدل في دعم الملف، ومؤكدًا أن قضية التفجير وطنية وليست سياسية. وقال: “لن ننسى تهديد وفيق صفا للقاضي بيطار”، مشددًا على المطالبة بصدور قرار ظني واضح “كي نعرف كيف قُتل أحباؤنا”.

بول نجار، بدوره، أكد أهمية دعم وزير العدل، معتبرًا أن العمل الجدي وحده من يُعيد الثقة بالمؤسسات.

حضور وزاري لافت، رسائل تضامن ومواقف سياسية

سُجل حضور وزاري واسع في المسيرة، شمل وزراء: العدل عادل نصار، الإعلام بول مرقص، الطاقة جو الصدي، الصحة ركان ناصر الدين، السياحة لورا الخازن لحود، الاتصالات شارل الحاج، الأشغال فايز رسامني، التكنولوجيا كمال شحادة، الشؤون الاجتماعية حنين السيد، والثقافة غسان سلامة.

وفي تصريحات متفرقة، شدد الوزراء على ضرورة كشف الحقيقة والمحاسبة:

وزير الصناعة جو عيسى الخوري: “لا يمكن الطلب من أهالي الضحايا أن ينسوا دون معرفة الحقيقة”.

وزير الصحة ركان ناصر الدين: “شهداء 4 آب من كل الجهات، وتحقيق العدالة موقف وطني”.

وزير الاتصالات شارل الحاج: “لا دولة بلا شفافية وعدالة، ولا عدالة تُبنى على النسيان”.

وزير الأشغال فايز رسامني: “سنعالج الإهمال في المرفأ هذا العام، لا فائدة من تقاذف المسؤوليات”.

وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد: “فقدت والدتي في الانفجار، وهذه قضيتي كما هي قضية الوطن”.

وزيرة السياحة لورا الخازن لحود: “لن ننسى 4 آب، والمطلوب عدالة ومحاسبة”.

وزير الثقافة غسان سلامة: “نبدأ حوارًا دائمًا مع أهالي الضحايا، والتزام الحكومة جدي… وقد أُقر قانون استقلالية القضاء، وهو خطوة إيجابية”.

المطالب تتكرر، العدالة لا تزال غائبة

رغم مرور خمس سنوات على واحدة من أكبر الكوارث التي شهدها لبنان، لا تزال العدالة بعيدة المنال، ويستمر الأهالي في المطالبة بقرار ظني يوضح المسؤوليات، وسط دعم شعبي ورسمي متجدد، وإصرار على إبقاء هذه القضية حية حتى تحقيق العدالة الكاملة.

اخترنا لك