بقلم عماد موسى
أخيرًا صار في إمكان المواطن واللاجئ السوري والسائق اليائس البائس الباحث عن راكب بالغلط، والجثث المتنقلة على الأقدام وكل كائن لبناني حي، أن يمروا جميعهم على جادة الرئيس حافظ الأسد (سابقاً) وأن يستذكروا نهفة قالها زياد الرحباني أو مقطعًا من أغنية أو جملة موسيقية.
تأخر القرار 20 سنة، قرار إزالة آثار حكم البعث لحكّام لبنان وهي كناية عن نصب لحافظ وبشار وباسل الأسد ولوحات لساحات وشوارع ومراكز ثقافية وخوازيق حملت اسماءهم “الطاهرة”. كل ما يمت إلى الديكتاتور وذريته كان يجب أن يزول ويُرش مكانه مطهرات ومعقمات.
ليس من المنطق بشيء أن تصبح شوارعنا صورة طبق الأصل عن موازين القوى الإقليمية والمحلية وعن عناوين التفرقة والتحدي والاستزلام والانبطاح والتبعية. “نهج حافظ” و”دوّار بشّار” و”كوع أبو عمار ” ليه؟ قبل هؤلاء وشو إلنا بالجنرالات فوش واللنبي وويغان وغورو ودولة الرئيس جورج كليمنصو؟ أن نرفض الفرنسيين والإنكليز لا يعني استبدالهم بالجنرال قاسم سليماني ومن يشدّ على مشدّه.
“مدام ماري كوري” على الراس والعين، و”باستور” حبيبنا. القديسون من مار متر… إلى مار مارون مرورًا بمار نقولا منّا وفينا ولهم نرفع الدعاء. الخلفاء الفقهاء العلماء باسمائهم نستدل ونستنير.
قرار مجلس الوزراء باستبدال اسم الديكتاتور الراحل باسم زياد الرحباني إجراء شجاع… في غير مكانه.
فالفنان المستقيل حديثًا من الحياة لم يكن طالب شهرة أو تخليد كما لم يكن في صف سياسي مناهض للبعث. بل كان مقتنعًا بالخط الممانع الممتد في التاريخ من “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية”… إلى “المقاومة الإسلامية في لبنان”.
أن تصبح جادة الإمام الخميني جادة لقمان سليم، بقرار جريء، أقرب إلى العقل من استبدال اسم الأسد باسم عبقري رحباني.
الزميل الممانع فيصل عبد الساتر، مالئ المنصات وشاغل الشاشات رأى أن “تغيير اسم جادة الرئيس حافظ الأسد إلى اسم آخر مرفوض جملة وتفصيلًا” واعتبر القرار الحكومي “ناتجاً عن كيدية سياسية”.
كلام الزميل عبد الساتر حفزني على التفكير باسم آخر. سليم اللوزي. جادة سليم اللوزي. وتبين لي أن بلدية بيروت سمّت أحد شوارع بيروت، في عهد بلال حمد، باسم اللوزي.
حسنا جادة كمال جنبلاط. أيضا وجدت أن شارعًا محاذيًا لشارع مصرف لبنان حمل اسم “المعلّم”.
جادة رينيه معوّض إذاً. اسم بديل ونقيض لاسم ديكتاتور سورية. سقط الاقتراح لأن الرئيس الشهيد حظي بشارع حمل اسمه وحديقة ومطار.
ما رأي السادة القراء النجباء/ النجيبات باسم “جادة ضحايا الرئيس السوري حافظ الأسد”؟ بذا نحافظ على الاسم المرفوض استبداله بأي اسم آخر.