بقلم ميراز الجندي
لبنان على موعد الأربعاء المقبل مع زيارة علي لاريجاني، ممثل المرشد الأعلى الإيراني، في جولة إقليمية تشمل العراق ولبنان. الزيارة تأتي في توقيت شديد الحساسية، وسط أجواء سياسية مشحونة، ورفض إيراني فاضح لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة ونزعه من الميليشيات، وفي مقدمتها “حزب الله”.
هذه ليست زيارة صداقة، ولا محطة دبلوماسية عادية. إنها محاولة جديدة من طهران لتكريس قبضتها على القرار اللبناني، وتوجيه رسالة وقحة مفادها: “السلاح خارج الدولة خط أحمر إيراني”.
منذ سنوات، وإيران تتعامل مع لبنان كقاعدة متقدمة لمشروعها الإقليمي، عبر تمويل وتدريب وتسليح ميليشيات تدين بالولاء للولي الفقيه، لا للدستور اللبناني. علي لاريجاني، بصفته أحد وجوه هذا المشروع، يأتي اليوم ليعطي التعليمات ويعيد شد العصب في وجه أي محاولة لبنانية لاستعادة السيادة.
المطلوب… رد وطني لا مجاملة فيه
لا يمكن للبنانيين أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الزيارة، التي تهدد السلم الأهلي وتضرب في عمق فكرة الدولة. المطلوب:
- إعلان موقف سياسي صريح من كل القوى الوطنية الرافضة لأي تدخل خارجي.
- تذكير لاريجاني وحاشيته أن لبنان ليس ولاية إيرانية، وأن القرار اللبناني يُصنع في بيروت لا في طهران.
- رفض أي نشاط أو لقاءات من شأنها منح شرعية لهذا الحضور الاستعماري المقنّع.
تحذير من الفتنة
إيران لن تتردد في استثمار أي خلاف داخلي لإشعال الفتنة. تصريحاتها ومواقف ممثليها دائمًا ما تحمل بذور الانقسام والتحريض. وعلينا أن نكون واضحين: من يعبث بالسلم الأهلي هو عدو لبنان مهما لبس عباءة المقاومة.
علي لاريجاني ليس ضيفًا مرحبًا به. هو ممثل مشروع يهدف إلى إلغاء لبنان الدولة وتحويله إلى منصة لخدمة أجندة إيران. والرد يجب أن يكون على قدر التحدي: لا للوصاية، لا للسلاح غير الشرعي، ولا لأي تدخل خارجي يهدد وحدتنا وسيادتنا.