#الشيعة اللبنانيون : شركاء في الوطن لا أتباع لمشاريع خارجية

بقلم محمود شعيب – كاتب وناشط سياسي
@mahmoud

في خضم الأزمات التي تعصف بلبنان والمنطقة، يهمّنا أن نوجّه كلمة واضحة إلى الرأي العام اللبناني والدولي، وإلى كل المعنيين بالشأن العام: إن أبناء الطائفة الشيعية في لبنان، بأكثريتهم الساحقة، هم جزء أصيل من النسيج الوطني اللبناني، وهم عرب الهوية والانتماء، لا يتبعون لأي مشروع خارجي، ولا يتحملون وزر الحروب والأخطاء التي ارتكبتها قوى سياسية أو عسكرية خارج إطار الدولة، سواء في لبنان أو في أي دولة عربية أخرى.

إن الغالبية العظمى من اللبنانيين الشيعة تؤيد قرارات الدولة اللبنانية الشرعية، وتتبنّى ما ورد في خطاب القسم لجهة حصر السلاح بيد الدولة وحدها، وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. وهم يرفضون رفضًا قاطعًا زج لبنان في حروب تخدم مصالح إيرانية أو أي أجندة خارجية.

كما يلتزم هؤلاء بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ولا سيما القرارات 1559 و1680 و1701، تحت سقف وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف)، وفي إطار خطة السلام العربية التي أقرّتها قمة بيروت. وتبقى أولويتهم عودة الجنوبيين إلى قراهم، إعادة إعمار ما دمّرته الحروب، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس العالقة.

ويؤكد الشيعة اللبنانيون دعمهم المطلق لمؤسسة الجيش اللبناني، المخوّلة وحدها وضع خطة الانتشار وتنفيذها، وسحب السلاح غير الشرعي، ودمج الشباب الشيعي في مؤسسات الدولة الشرعية، بما يعيد اللحمة الوطنية ويعزز الولاء للبنان أولًا وأخيرًا.

وفي هذا السياق، نعلن رفضنا القاطع لأي تدخل إيراني في الشؤون الداخلية للبنان، وندعو الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بوقف هذه التدخلات، وحماية المواطنين الشيعة من الترهيب والابتزاز الذي تمارسه مجموعات مسلحة خارج القانون. كما نطالب بوقف الخلط المتعمد بين إيران أو حزبها في لبنان، وبين أبناء الطائفة الشيعية ككل، إذ إن الأكثرية الساحقة من هذه الطائفة أصبحت معترضة على هذا المسار، وتسعى إلى التغيير ضمن إطار وطني جامع.

إن على الدولة اللبنانية أن تبادر لاستكمال تواصلها مع هذه الفئة، واحتضانها، وتأمين حمايتها، تمهيدًا لترسيخ التغيير المنشود، الذي يحقق المصلحة العليا للوطن، ويعيد للبنان سيادته الكاملة على أرضه وقراره.


* المنسق العام لجبهة جنوبيون مستقلون

اخترنا لك