قمة مباحثات أم قمة توزيع الثروات؟

بوتين وترامب... العالم ينتظر ما وراء المحادثات

بقلم بسام سنو

في وقتٍ تتصاعد فيه الأزمات، وتختلط فيه أوراق الحرب والسلام، يجتمع الكبار تحت سقف ما يُسمّى “المفاوضات”… أو هكذا يُقال.

لكن الحقيقة أن الشعوب باتت تدرك أن ما يجري خلف الأبواب المغلقة لا يهدف لرسم خرائط السلام بقدر ما يهدف لتقسيم الحصص والثروات، وإعادة صياغة خرائط النفوذ.

الحرب في إيران، والتصعيد في غزة، ودور حزب الله، والنار المشتعلة في أوكرانيا، ليست سوى قطع شطرنج تُحرّكها قوى كبرى باتت تتقن لعبة “التفاوض من أجل الهيمنة”.

الصين تتريث، تراقب، وتنتظر لحظة الدخول القوي.

الهند تتابع بعيون مفتوحة ما سيؤول إليه وضعها الإقليمي، لا سيما مع تصاعد التوتر مع باكستان، والغموض المحيط بـ بنغلاديش وأفغانستان.

أما مصر، فغاضبة… ليس فقط بسبب أزمة سد النهضة، بل أيضًا من حصار غزة، وغلق الحدود، وتجاهل أمنها القومي في معادلات لا تُراعى فيها مصالح العرب.

العدو الصهيوني يواصل تشريد أهل غزة، ويُراهن على صفقات تُعقد فوق الطاولة وتحتها، في ظل غياب موقف عربي حاسم، باستثناء بعض المحاولات التي قد تحمل مفاجآت، أبرزها المشروع السعودي المحتمل للاعتراف بدولة فلسطين… مع تصاعد الانتهاكات الصهيونية لحرمة المسجد الأقصى، دون صرخة واحدة تُذكر، أو حتى شجب جاد من العرب والمسلمين.

لكن، بأي شروط سيكون هذا الاعتراف؟

تركيا وإيران تعيدان التموضع. سوريا تراقب بحذر، ولبنان، الأردن، والعراق ينتظرون… فمصير هذه الدول معلّق على ما يُقرَّر في قمم لا يحضرها أصحاب الشأن، بل يُقرَّر فيها عنهم. أوروبا مرهقة من حرب أوكرانيا، تخشى التمدد الروسي، لكنها لا تملك قرار المواجهة. وفي الأفق، يلوح ملف تايوان، وكأن العالم على شفا صفقة جديدة تُعيد توزيع النفوذ، وتُغيّر قواعد اللعبة الدولية.

إنه عالمٌ تقوده القوى الكبرى نحو مصيرٍ مجهول، بينما الشعوب تقف عاجزة، ضائعة في دوامة من الحروب، الانتظار، والخوف من الآتي.

فهل نحن أمام قمة سلام؟

أم أمام قمة تقاسم الغنائم… في عالمٍ باتت فيه إرادة الشعوب خارج الحسابات؟

اخترنا لك