كتب العميد يعرب صخر
لقد قرأنا ورقة توم براك المعدلة لبنانياً بموافقة وضمانة أميركية فرنسية، وبقراءتها مرة ثانية وثالثة، تبيّن أنها تلبي المطلب اللبناني بضرورة التزامن ما بين الواجب اللبناني والواجب الإسرائيلي، ولم تأخذ بمبدأ أن المنتصر يفرض شروطه، بل عادلت ووازنت بمبدأ الخطوة تقابلها خطوة في التزامات المهزوم والمنتصر سواء.
“حزب الله” بدل أن يستتر بهذه الورقة التي وقعها مفوضهم بري ووافقوا عليها، وأمّنت لهم مخرجاً وحفظت لهم بعض ماء الحياء، وبدل أن يطلعوا بيئتهم وناسهم عليها.. تراهم يحوّرونها ويعاكسون مضمونها ويصورونها على أنها فقط لصالح “إسرائيل” وأن السلطة اللبنانية متآمرة.
وبذلك يثبت أنهم لا يهمهم إعادة إعمار، ولا عودة الناس إلى قراهم وبلداتهم، ولا عودة الأسرى، ولا توقف الاستهدافات “وكله مضمون بهذه الورقة”، بل جلّ ما يهمهم الاحتفاظ بالسلاح خدمةً لوظيفة وحيدة محددة، في أن يكونوا فصيلاً إيرانياً مسلحاً على أرض لبنان، لا لأجل لبنان ولا لأجل أي قضية سوى قضية أمّهم إيران التي تعادي وطنهم لبنان. ولا يفهمون ولا يعترفون بأيّة ورقة غير ورقة إيران، ومستعدون فيما تبقّى منهم أن يكونوا ضحايا عقائد خرافية واعتقادات تخلفيه، ويسوقون معهم ناسهم المُغرَّر بهم ليكونوا غوغاء لهذه الخرافات ووقوداً لنيران العدوّين “إسرائيل وإيران”.
هم يعلمون لكنهم يتغافلون عن أن هذه هي فرصتهم الأخيرة، وأن الخطر داهم والوقت ضيّق، هذا شأنهم فلينتحروا، لكن حسرتنا على الغافلين والأبرياء، من لا زالوا متعلّقين برياء هؤلاء، يُوغِرونهم بكذب الإباء وزيف الكبرياء.