عماد موسى
حطّم رئيس مجلس النواب نبيه بري رقم الساحر اللبناني الشهير “دكتور ميكي” في عدد الأرانب الخارجة من كمّيه منذ احترافه الألعاب البرلمانية في العام 1990. خسرنا “دكتور ميكي” في كانون الثاني 2021 فارتحلت أرانبه وحماماته إلى محترف عين التينة، ومن هناك مارس الإستيذ سحره على الموفدين الأجانب ومنهم آموس هوكستين ومورغان أورتاغوس حماها الله من صيبة عين، وعلى توم برّاك مطلقًا أرانبه الواحد تلو الآخر بين أرجل ضيوفه.
أول من أمس أخرج “دكتور بري” واحدًا من أرانبه الذكية على قناتي “العربية” و”الحدث” حاملًا إلى اللبنانيين جزرة طويلة وهي كناية عن فكرة خلاقة عمادها (ليس أنا) الدعوة “إلى حوار بشأن قرار الحكومة حصر السلاح” إذ “لا يمكن تنفيذه بالطريقة المطروحة” كما قال الأخ الدكتور الأكبر.
مَن يحاور مَن؟
هل تشكل الحكومة وفدًا عريضًا مشتركًا مع قيادة الأركان في الجيش اللبناني برئاسة الدكتورة تمارا الزين، مزينًا بباقة من مستشاري رئيس الجمهورية ومطعمًا بخبراء في فن التواصل، لمحاورة الحاج وفيق صفا بشأن قرار حكومي واضح وضوح الشمس والقمر؟ وماذا لو تمنّع الحاج عن استقبال الوفد بذريعة أن الملف بيد الشيخ نعيم؟
وهل من سابقة أن تناقش الحكومة قراراتها مع قيادة تنظيم مسلّح؟
وماذا عن الخطوط المفتوحة منذ أشهر والمراسيل الرايحين جايين بين بعبدا و”الحزب”؟ أليس هذا حوارًا أو قياس طرقات؟
في أي حال لم ينسَ اللبنانيون بعد بالونات بري الحوارية ومنها حوار على اسم رئيس جمهورية بدلًا من المضي في اللعبة الانتخابية والتسليم بقرار الأكثرية. بسبب الحوار أولًا عشنا شغورًا وعنادًا وتصلّبًا لأكثر من سنتين!
حوار حول ماذا يا “دكتور”؟ حول وضع السلاح الثقيل في عهدة ثقلاء المجلس الجهادي؟
أو حوار حول “استراتيجية دفاعية” شرطها إبقاء السلاح في أيدي مجانين العظمة المغامرين المجاهدين وعلى رأسهم حكواتي بات يشبه الجنرال ميشال عون في عز عطائه الكربلائي، قبل أن تبرد همته في كرسي رئاسة الجمهورية ويداهمه النعاس. في سنوات بعبدا العجاف لا صوته عاد يطلع كما كان في الرابية، ولا عاد يطلع “شي بإيدو”.
الحكواتي جنرال فاشل، عديم الكاريسما حالم بأن يشنّف آذانه بهتاف مليوني: لبيك شيخ نعيم. لبيك شيخ نعيم. والحكواتي كما أُعلمنا يكره الحياة والصيف والبحر والكيف والضيف ويخطط لانتحار يغطي على ما فعله سلفه.
والحكواتي على ما يبدو ما طالع بإيدو شي غير المكابرة وعرض العضلات المفتولة والأفكار المفتولة.
في المختصر إن الحوار الذي يلوح ويموج في بال “الرجل اللامع والذكي” ما هو سوى جبانة لدفن القرار الحكومي ذات عصر.