المرجعيات الشيعية في لبنان والعراق والعودة إلى احضان الوطن

بقلم بسام سنو

مع تصاعد النفوذ الأمريكي في المنطقة وتأثيره على التوازنات الإقليمية نجد الصعود المقلق للمعارضة الشيعية في العراق ولبنان وتراجع الدور الإيراني الذي كان يوماً ما مؤثراً، نلحظ ظهور أصوات معارضة شيعية جديدة في العراق ولبنان. هذه الأصوات، التي كانت غائبة أو خجولة في الماضي، تعكس تغيراً مهماً في المشهد السياسي والديني في منطقتنا.

في العراق، أصبحت المرجعيات الشيعية أكثر تردداً في قبول الهيمنة الإيرانية، وهو ما يعكس تصاعداً في الشعور بالاستقلالية داخل صفوف رجال الدين الشيعة وخاصة المرجعيات. هؤلاء لا يرضون أن يظلوا مجرد أدوات في يد طهران، بل يتطلعون إلى استعادة القرار السياسي والديني من قبضة المرجعيات الإيرانية، وهو ما يشكل تهديداً كبيراً للنفوذ الإيراني في العراق.

أما في لبنان، فإن العلاقة التاريخية مع المرجعيات الإيرانية بدأت تشهد تحولاً في السنوات الأخيرة، حيث بدأت المراجع الشيعية في العراق تلعب دوراً أكبر في تشكيل الرأي العام الشيعي اللبناني. هذه التحولات في المرجعيات الدينية تفتح الباب أمام احتمالات مستقبلية مثيرة في لبنان، حيث قد نشهد تصاعد أصوات شيعية تطالب بالاستقلالية الدينية والسياسية بعيداً عن تأثير إيران.

الحديث عن “الاستقلالية” يبدو اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وفي المستقبل القريب، قد نشهد انقساماً كبيراً في مشهد السياسة والدين في لبنان والعراق، حيث قد يتخذ بعض رجال الدين الشيعة في لبنان خطوة جريئة للخروج عن التوجيهات الإيرانية وبلورة موقف مستقل يركز على بناء دولة لبنانية قوية قائمة على مصلحة الوطن أولاً.

قد يكون هذا التغيير هو السبيل لتحقيق الخلاص وإعادة اللحمة بين جميع أبناء الوطن، بعيداً عن التدخلات الخارجية التي لطالما قسمت المجتمع اللبناني. كما أن التغيير من الداخل قد يساهم في تصحيح المسار السياسي في المنطقة، حيث يمكن للشيعة في لبنان أن يقولوا كلمتهم في إعادة بناء الدولة وتوحيدها، بعيداً عن الأجندات الخارجية.

يبقى السؤال هل هذا الأمر كافً لطرد الأحزاب الموالية لإيران وإلى أين ستأخذنا هذه التحولات؟ وما هو دور الشعب اللبناني والعراقي في ضمان هذا التغيير في بلادهم ؟

الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذه الأسئلة، لكن المؤكد أن هذه المرحلة ستكون في القريب العاجل مفصلية في تاريخ المنطقة.

اخترنا لك