غرباء هم لا يعلمون انّ من يخوّن بكركي يخوّن لبنان

كتبت جوسي حنّا

أيها الغريب عن واقع هذا البلد وتاريخه، كلامك عن البطريرك الراعي تخوينًا واتهامًا بالعمالة هو سقوط مدوٍّ سياسي وأخلاقي. أنت آخر من يحق له أن يتحدث عن الوطنية والسيادة، لأنك ومن تمثلون ربطتم لبنان بقرار أجنبي يصدر من طهران، وجعلتم من الدولة مجرّد ورقة بيد محور إقليمي دمّر أوطانًا وشعوبًا.

بكركي صنعت لبنان. من البطريرك الحويّك الذي أعلن لبنان الكبير في العام 1920، إلى البطريرك عريضة الذي واجه الانتداب، إلى البطريرك صفير الذي قاد انتفاضة الاستقلال الثاني ضد الاحتلال السوري، كانت بكركي دائمًا صوت الدولة وحرية اللبنانيين. بينما أنتم، لم ترفعوا سلاحًا إلا بأوامر خارجية، ولم تطلقوا رصاصة إلا لخدمة أجندة إيرانية – سورية.

تتحدثون عن “سلاح الله”؟ بالله عليكم، أي سلاح هذا الذي يوجّه إلى صدور اللبنانيين في 7 أيار، ويُستخدم لاحتلال بيروت والجبل؟ أي سلاح هذا الذي دمّر سوريا وقتل شعبها، وأرسل شباب لبنان ليعودوا في التوابيت؟ أي سلاح هذا الذي يضع لبنان رهينة صواريخ إيران ويجرّه من حرب إلى حرب؟

تقول إن نزع السلاح خيانة. بل الحقيقة أن الخيانة الكبرى هي بقاء هذا السلاح خارج الدولة. الخيانة هي تحويل لبنان إلى مزرعة محروقة لأجل ولاية الفقيه. الخيانة هي خطف قرار الحرب والسلم من الدولة اللبنانية.

تتحدث عن إسرائيل وكأنك وحدك من قاومها. بكركي لم تخضع يومًا لإسرائيل ولا لغيرها. بكركي لم تفتح أبوابها لجنرالات الاحتلال، ولم تستقبل مبعوثي الحرس الثوري، ولم تحوّل لبنان ساحة لتصفية الحسابات. بكركي قالت: “لا شرق ولا غرب، لبنان وطن حر سيد مستقل”، أما أنتم فقلتم: “لبنان محافظة تابعة لطهران”.

تتهم البطريرك الراعي بالعمالة. العمالة الحقيقية هي ارتهانكم لمكتب الولي الفقيه، واستلام تعليماتكم من الحرس الثوري. العمالة هي خوض حروب إيران بالوكالة من اليمن إلى غزة إلى العراق، بينما الشعب اللبناني جائع ومهان ومسلوب الكرامة.

أيها الغريب بكركي أعرق من خطابك، وأشرف من حملاتك. عمرها أكثر من أربعمئة سنة، وأنت ومن معك ستبقون عابري سبيل في تاريخ هذا البلد. بكركي هي التي أنقذت لبنان مرتين، في العام 1943 مع الاستقلال الأول، وفي العام 2005 مع إخراج الاحتلال السوري. وستكون اليوم رأس الحربة في إنقاذ لبنان من سلاحكم غير الشرعي.

ولتعلم جيدًا أيها الغريب، لن تُرهب بكركي لا بتهديد ولا بخطاب مذهبي، لن يسكت صوت البطريرك لا بتخوين ولا بتكفير، من يهاجم بكركي يهاجم لبنان نفسه، ومن يخوّن الراعي يعلن عداءه لكل فكرة الوطن.

سلاحكم ليس “سلاح الله”، بل سلاح الفتنة والهيمنة والارتهان والعمالة.

واعلموا جيدًا، أن صوت بكركي سيبقى أقوى من كل صواريخكم، لأنها صوت الحقّ، وصوت الدولة، وصوت لبنان الحرّ السيد المستقل.

ـ رئيسة مكتب اللقاءات الإلكترونية في الجامعة الشعبية في جهاز التنشئة السياسية في حزب “القوات اللبنانية”.

اخترنا لك