بقلم سناء الجاك
يشحذ يتامى الممانعة عضلات ألسنتهم وهممهم كلما لاحت ملامح استعادة الدولة قدرتها مع قرارات تؤكد أن رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، يسيران مع السلطة التنفيذية باتجاه قرارات سيادية، لا تقتصر على مسألة السلاح، بل تمتد إلى القضاء والأمن ومكافحة كبار تجار المخدرات، ولا تنحصر فقط بملاحقة الموزعين الصغار فقط، كما كانت العادة.
وحق اليتامى أن يستنفروا، لا سيما أن تكاملًا داخليًا وعربيًا ودوليًا بدأ خيطه الأبيض بائنًا للشعب اللبناني، وتصل أصداؤه إلى البيئة الحاضنة، لتدحض ادعاءات الحزب الإلهي بشأن المؤامرات على الشيعة لعزلهم من المعادلة الوطنية، وأيضًا التنكيل بهم وذبحهم على يد الداعشيين المتربصين بهم على الحدود، مع ترويج لكذبة تحضيرات النظام السوري الجديد لمصادرة البقاع وطرابلس في هجوم عسكري يستوجب بقاء السلاح خارج الشرعية.
وقمة شحذ عضلات الألسنة تبرزها تصريحات اليتامى الذين “يسربون” معلومات عن عودة “حزب الله” إلى التسلح واستكمال ترسانته العسكرية، مع إشارة إلى أن “الصواريخ المتطورة التي أطلقت من الجمهورية الإسلامية، وأسقطت أبنية داخل الكيان الإسرائيلي، تملك منها المقاومة”، وذلك لحاجة “الحزب” إلى تخويفنا، ودائما بالسلاح غير الشرعي، ليفرض وجوده رقمًا صعبًا يسمح له بابتزاز الدولة ومصادرة السيادة.
أو أن يتذاكى أحد اليتامى فيوجه النصائح إلى رئيس الجمهورية ليستبدل “مستشاريه الفاشلين”، الذين غشوه وزينوا له المشاركة مع رئيس حكومته “الصهيوني” في إصدار قرار حصرية السلاح، ملمحًا إلى أن الرئيس لا يزال يملك الفرصة للنجاة بنفسه من مصير التخوين. أو يتشاطر فيبدأ بفرض شروط تشكل صيغة للتفاوض حول الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بمشاركة “الحزب”، بحيث، وعلى الطريقة اللبنانية، لا يموت الذئب ولا يفتى الغنم.
وكل هذه العضلات وأساليب استعراضها، إن دلت على شيء، فهي تدل على أن لدى الممانعة كل الدواعي للهلع، وتحديدًا إذا ما تمكنت الدولة اللبنانية بسلطاتها التنفيذية والقضائية والأمنية من تحقيق المرتجى والنجاح دبلوماسيًا في إرغام إسرائيل على الانسحاب واستعادة أسرى “حزب الله” والشروع بإعادة إعمار ما تسببت به “حرب الإسناد” الغبية وجرائم العدو الإسرائيلي الذكية، من أضرار في الجنوب اللبناني، ومن دون اتفاق صلح مع هذا العدو، أو معاهدة سلام. ومن ثم بسط الأمن ومحاسبة المرتكبين والتمكن من إعادة الحياة إلى القطاع الاقتصادي.
حينها سيجد الممانعون واليتامى الملحقون بهم أنهم لا يملكون إلا إعلان الإفلاس النهائي، وهذا ما يحاولون تجنبه. فهم قطعًا، يفضلون بقاء العدو وعدم تسليم الأسرى، ومعاذ الله أن تبدأ إعادة الإعمار في ظل مثل هذه المعطيات التي ستحكم عليهم بالإعدام السياسي.
لذا، وبعد فشل مهزلة تهديد نعيم قاسم بحرب أهلية، وبعد سقوط مشهدية الدراجات النارية وإفراغها من محتواها، وتحديدًا بعد الاستقالة من مواجهة إسرائيل، ليس بيد يتامى المعارضة إلا عضلات ألسنتهم… لعل وعسى؟؟.