السيد علي الأمين : حصر السلاح بيد الدولة ليس استهدافًا للشيعة… بل إصلاح يحمي لبنان ويحرر الطائفة من الهيمنة
رصد بوابة بيروت
في حوار صريح مع قناة “الحدث”، أكد العلّامة السيد علي الأمين أن قرار الدولة اللبنانية بحصر السلاح بيدها لا يستهدف الطائفة الشيعية ولا يعزلها عن محيطها الوطني، مشددًا على أن الشيعة “جزء أساسي من الدولة اللبنانية ويؤمنون بمرجعيتها منذ اتفاق الطائف”. ورأى أن التخوّف المطروح اليوم لا يتعلق بالطائفة بحد ذاتها، بل بفريق سياسي وعسكري امتلك السلاح وجرّه عبر المراحل إلى داخل الطائفة.
الأمين انتقد بشدة لجوء “حزب الله” إلى خطاب ديني تعبوي، واعتبر أن حديثه عن “معركة كربلائية” هو توظيف مذهبي في غير موضعه هدفه إثارة العصبيات وإحكام السيطرة. وأكد أن تسليم الحزب سلاحه إلى الدولة خطوة إصلاحية تحفظ إنجازاته السابقة، وتُسجّل له كإسهام في بناء لبنان الجديد على أسس الدولة الحديثة والمؤسسات الشرعية.
وتوقف عند الهيمنة الحزبية على الطائفة الشيعية، موضحاً أنها منعت وصول الأصوات المستقلة وحرمت المواطنين من التعبير الحر. وكشف أنه أُخرج من الجنوب بقوة السلاح عام 2008، مشيراً إلى أن المعارضة موجودة “لكن داخل الغرف المغلقة”، إذ يخشى الناس فقدان الخدمات الأساسية التي يهيمن عليها “الثنائي” من مدارس ومستشفيات ووظائف.
وفي سياق متصل، شدد الأمين على أن المساءلة السياسية والشعبية لن تكون ممكنة إلا بوجود دولة قوية تحمي الرأي الآخر. وقال إن الانتخابات المقبلة لن تحمل أي تغيير حقيقي ما دام غياب الدولة مستمراً لأن العملية الانتخابية ستبقى محكومة بالمال السياسي والهيمنة الأمنية – الخدماتية.
وعن العلاقة بين “حزب الله” وإيران، أوضح الأمين أنها ثابتة منذ التأسيس، داعياً طهران إلى التعامل مع الدول مباشرة بدل الاستمرار في استثمار الطوائف والأحزاب في صراعاتها الإقليمية. أما في الشأن السوري، فاستبعد وجود تهديد فعلي من الحدود الشرقية أو الشمالية للبنان، معتبراً أن الحديث عن “الخطر السوري” مجرد ذريعة داخلية للإبقاء على السلاح خارج سلطة الدولة.
وختم الأمين بالتأكيد على أن الخطاب السياسي الراهن لـ”حزب الله” يحاول عزل الطائفة الشيعية عن محيطها الوطني، من خلال الإيحاء أنه الولي الوحيد والحامي الأوحد لها، في حين أن الشيعة “مثلهم مثل بقية اللبنانيين” يقفون مع قيام دولة المؤسسات والقانون، ويؤيدون قرار حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية دون غيرها.