غسان صليبي…عيون العصفور وعيون الإنسان

بقلم غسان صليبي

تقع
عيون العصفور
على جانبي الرأس،
فيما تقع
عيون الإنسان
في مقدمة الرأس.

يكاد العصفور يرى
بوسع ٣٦٠ درجة،
ويلتقط تفاصيل
ما يراه،
ويحللها بسرعة.

الإنسان يرى
أمامه
أكثر مما يرى
على جانبيه،
عقله اكبر
من العصفور،
لكن التفاصيل
التي تصله
عبر عينيه
اقل.

فمن يا ترى
يلتقط الواقع
بطريقة افضل،
الذي يرى أكثر
ويفكر اقل
أم الذي يرى اقل
ويفكر اكثر؟

ليس السؤال
المطروح
أولوية،
لا عند العصفور
ولا عند الانسان.

الاهم
عند العصفور
أن يكون باستطاعته
ان يرى جناحيه
وهما يحلقان،
لا أن يرى رجليه
وهما يحطان
على الأرض.

والأهم
عند الإنسان،
أن يرى الطريق
المرسوم
وان يصل
إلى هدفه،
لا ان يتوقف
متأملا
ما يجري على الأرصفة،
حيث الحياة الفعلية،
والتي بدونها
لا معنى
لأي الهدف.

الإنسان
عينه على نقطة الوصول،
والعصفور
“مش بعينه شي”
لأنه “شايف كل شي”.

العصفور
ينظر الى الواقع
من فوق
وليس من تحت،
كما الانسان
العربي،
الذي سمّى ظروفه
ب”الواقع”،
وكأنه سلّم
ان هذه الظروف
وقعت عليه
من فوق.

اخترنا لك