كتب سامي الجواد
باهتا كان خطاب الرئيس بري، خاليا من أي وعد أو عهد أو حتى إشارة. الثابت فيه كان سمفونية الغياب والتغييب والتأكيد على العهد والقسم.
ذروة العجز أن يعجز القابضون على أزمة الحكم إلا عن سرد وقائع ومجريات وأخبار تضج بها كل وسائل الأخبار والإعلام، فلا أفق ولا خطة ولا حتى مصارحة بما وصلت اليه امور البلد والطائفة الشيعية كجزء من هذا البلد.
أكتفاء رئيس حركة أمل بسرد الوقائع لا يشبهه إلا سكوت المجلس الشيعي الأعلى إلا عن ارتدادات لموقف هنا وموقف هناك، ارتداد لا يرتقي إلى المبادرة ولا يرقى مستوى الخطر المحدق بالبلد برمته.
لا بد من مصارحة، لا بد من جرأة، جرأة المصارحة بكل ما أعلن وكل ما أخفي، جرأة لا تقل عن جرأة المطالبة بقاض هنا ومدير هناك وضابط في مركز هنالك.
مصارحة تستنفر الوعي الجمعي والجماعي، استنفارا يدعو بل يؤدي إلى شراكة في القرار ثم المسؤولية عن نتائج وتداعيات هذا القرار إياه وأي قرار.
وإذا كان قرار التسلح واستعمال السلاح قد بدأ حزبيا ، فإن قرار استمراره أو عدم استمراره أو تسليمه أو عدم تسليمه يجب أن يكون قرارا جماعيا لا تستفرد فيه فئة ولا تُستٓفرد من خلاله.