سلاح “الحزب” : إمّا أن يتسلمه #الجيش_اللبناني… وإمّا أن تنتزعه “#إسرائيل”!

بقلم محمد عبدالله
@mohamad63072743

بات من الواضح أن المشاورات المحلية والدولية حول سلاح “حزب الله” وصلت إلى حائط مسدود، ودخلت في النفق المظلم الذي لا يجلب للبنان واللبنانيين إلا المآسي والويلات.

فالدمار عنوان أساسي لأي حرب إسرائيلية متوقعة على لبنان، بينما الحزب لايزال متمسكاً بنظرية “الزر” الذي يعتقد أنه قادر على تدمير تل أبيب.
غير أن هذا “الزر” الذي روج له الممانعون كمعادلة ردع، تبيّن في الحقيقة أنه مجرد وهم من كرتون.

بين الماورائيات والواقع!

رغم سقوط هذه النظرية في تقديرات المحللين، وبعد ان أعترف بذلك “المحللون والملحنون الممانعون”، لا يزال الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، متمسكاً بعالم الماورائيات، مؤكداً أن سلاح الحزب قادر على تغيير المعادلة في أي حرب مقبلة قد تفرضها إسرائيل، ومقتنع بأن العدو الاسرائيلي مهزوم ومأزوم، واننا في احسن حالاتنا ولو من تحت الانقاض!

المشاورات الأخيرة بين المسؤولين اللبنانيين والموفد توم براك والوفد الأميركي المرافق، أثبتت أن اللعب على الوقت انتهى، وان الادارة الاميركية جادة في الموضوع ولا تراوغ وخصوصاً بعد عودة الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس المثيرة للجدل والأكثر تشدداً، الى الامساك بالملف وأن الحزب أمام لحظة حاسمة.

خطاب الفتنة!

التطور اللافت في القضية أن الحزب لم يعد يكترث بالخطابات الخطيرة التي تبثّ الفتنة داخلياً فقد سمح عبر قناة ” المنار” ببث أفكار رجل الدين الشيعي المتطرف جعفر مرتضى، الذي هاجم المرجع العلامة محمد حسين فضل الله، وطرح آراء مثيرة للانقسام حيال الرسول والائمة، مما يثير فتنة داخل الطائفة الشيعية ومع الطائفة السنية، اضافة الى تروبجه طروحات غريبة عجيبة مثل القول أن القدس ليست في فلسطين بل في السماء!

هذه الطروحات تتماهى مع خطاب بعض الممانعين والقياديين في الحزب أن السلاح لن يُسلّم إلا للإمام المهدي! الامر الذي يثير قلقاً عميقاً حيال مستقبل التعايش في الداخل اللبناني !

بين الوطنية والخيارات المدمّرة!

غير ان الحزب الذي يرفع شعار الوطنية، ويتهم خصومه السياسيين بالعمالة والخيانة، يرفض تسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني الوطني. وفي المقابل، يضع لبنان أمام خيار أكثر خطورة: “لن نسلم، فلتدمّره إسرائيل”.

غير أن هذا الخيار في ذاته يُعتبر – وفق رأي كثيرين – قمة الخيانة الوطنية، لأنه يفتح الباب أمام حرب إسرائيلية جديدة قد تترافق مع خطر اندلاع حرب أهلية داخلية، بين لبنانيين يريدون العيش بسلام وحزب يصرّ على المضي حتى آخر قطرة دم في سبيل مشروع ممانع إيراني سقط و تهاوى في طهران وغزة وبيروت.

الكارثة المزدوجة!

اليوم بعد كل ما ذكر، بات الخوف من حرب أهلية يترافق مع خطر حرب إسرائيلية لنزع السلاح.

“حزب الله” يبدو كأنه لا يأبه كما اوردنا لتفلت الأمور، بعدما عجز عن مواجهة بيئته بالحقيقة المؤلمة: لا إعادة إعمار ولا استقرار لا أموال، ولا مناطق مستعدة لاستقبال نازحين اذا ما اندلعت الحرب مجدداَ، في ظل المخاوف المتراكمة عند اللبنانيين منذ الحرب الأخيرة.

وكأن الحزب يقامر بمصير بيئته وبلده، غير مكترث لما ستؤول إليه التهديدات.
اذن المعادلة واضحة ومكشوفة للجميع: إمّا أن يسلم الحزب سلاحه بإرادة وطنية داخلية الى الجيش اللبناني وإما أن تنتزعه اسرائيل بالقوة !

وبذلك يدمر نفسه وبيئته ويضع لبنان بأسره في المواجهة، وعندها لا يسعنا الا الدعاء وعلى لبنان السلام!

المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة “النهار” الاعلامية

اخترنا لك