٦ خيارات ميدانية لـ”حزب الله” للمواجهة مع الحكومة، بعد نهاية سلاحه “رسمياً”!
"كربلائية" أم غير "كربلائية" ؟! ماذا ينتظر لبنان ؟!
بقلم سمير سكاف – كاتب ومحلل سياسي
لن يقف حزب الله مكتوف اليدين بانتظار بدء تطبيق الخطة الحكومية بسحب سلاحه! وهو لن ينتظر وصول الجيش اللبناني ليدق أبوابه لتسلم هذا السلاح! فهو على الأرجح سيُطلق تحركاً استباقياً.
سيحاول حزب الله الآن تغيير المعادلات في الميدان بعد استحالة التغيير في السياسة!
والتغيير يكون إما باستعمال القوة العسكرية في الداخل أو بأسلوب ضغط مدني غير عسكري، أو بالضغط الأمني، أو بالذهاب الى تغيير في قواعد اللعبة “الإقليمية”!
والسؤال اليوم هو كيف يستطيع حزب الله تغيير قواعد اللعبة؟!
قد تكون أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم! وأفضل طريقة للانتظار هي التحرك!
إذ أنه لا مفر من المواجهة بين الحكومة اللبنانية وبين حزب الله!
إن هدف حزب الله الآن هو إسقاط القرار الحكومي بسحب سلاحه!
ولكن هل يمكن للحزب اسقاط القرار الحكومي أو إسقاط الحكومة؟ وهل يمكنه تجنب المواجهة مع الجيش اللبناني؟!
من دون مفاجآت، وصلت الأمور الى المواجهة بين حزب الله والحكومة اللبنانية! ولم يكن من المنتظر إيجاد أي مخارج أخرى!
5 أيلول/سبتمبر بعد 5 آب/أغسطس مواعيد يرى فيها جمهور حزب الله تواريخ مواجهة، ستكون عنيفة، عسكرية كانت أم غير عسكرية!
ويرى فيها الباقون مداميك لإعادة “بناء الدولة” بسلاح شرعي واحد! من دون أن يعني ذلك للحكومة نهاية المواجهة مع اسرائيل. بل على العكس، فالحكومة تعمل لتأمين ظروف دولية لانسحاب اسرائيل من لبنان ووقف اعتداءاتها!
يحتاج الثنائي حزب الله – أمل اليوم الى تأمين أطر المواجهة مع الدولة، من دون المواجهة مع كل الآخرين. وهو أمر يبدو شبه مستحيل!
في الظاهر، هناك 6 خيارات لحزب الله للمواجهة مع الحكومة. وهي:
الخيار الأول: الاستقالة من الحكومة واعتبارها غير ميثاقية!
سَحب الثنائي امل – حزب الله بالفعل الوزراء الشيعة من الاجتماع الحكومي اليوم. وانسحب الوزير الشيعي المستقل فادي مكي. ومن الممكن أن أولى خطوات المواجهة قد تكون على الأرجح هي الاستقالة، بهدف ضرب ميثاقية الحكومية وميثاقية قرارها، وبالتالي الطعن بدستوريتها!
ولكن بالتأكيد، لا يكفي انسحاب الوزراء الشيعة الذين يمثلون الثنائي، أو حتى انسحاب الوزير “المستقل” فادي مكي لإسقاط الحكومة. فإسقاط الحكومة لن يكون فقط بالطعن بميثاقيتها وبدستوريتها!
الخيار الثاني: اللجوء الى الشارع “بعنف”، ولكن “سلمياً”!
قد يبدأ حزب الله سلسلة الضغوط في الشارع وبشكل شعبي على الأرجح، في المرحلة الأولى!
ويمكن للحزب اللجوء الى التظاهر والعصيان المدني وقطع الطرقات… وهي خيارات “غير كربلائية” لحزب الله، بعيداً عن عنف المواجهات العسكرية، التي يتخوف البعض منها مع الجيش اللبناني!
ولكن خيار الشارع سيُقابل بشارع آخر، ولو من دون احتكاك بين الشارعين.
الخيار الثالث: شل مطار بيروت!
يمكن أيضاً للحزب الوصول الى الضغط بشل مطار بيروت، أو بشل الطرق التي تؤدي الى مطار بيروت. وهذا الشلل “المدني” قادر على وضع الحكومة تحت ضغط كبير!
ولكن الجيش اللبناني سيتدخل لفتح الطرقات! وهو ما قد يؤدي الى احتكاكات ومواجهات.
الخيار الرابع: مبادرة الحرب مع اسرائيل!
يمكن لحزب الله أن يهرب الى الأمام ويأخذ المبادرة بحرب ضد اسرائيل، أي بفتح النار وفتح جبهة جنوبية! ما يمكنه أن يخلط أوراق الأولويات الحكومية وإغراقها بنتائج الحرب وهمومها!
وهو يمكنه أن يتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار مع اسرائيل واعتباره وكأنه لم يكن!
الخيار الخامس: 7 أيار جديد!
يرى اليعض أنه يستحيل على حزب الله الذهاب الى 7 أيار جديد بسبب إجماع معارض له مناطقي ومذهبي. وبوجود جيش قادر على فرض الأمن في معظم المناطق.
ومع ذلك، ليس من طبيعة حزب الله الاستسلام! فهو دائماً مستعد للمواجهة حتى الموت! والحرب الكربلائية برأيه، تعني أنه قد يضطر لمواجهة الجيش اللبناني، إذا ما فُرضت عليه المواجهة دفاعاً عن نفسه برأيه!
الخيار السادس: تحريك الوضع الأمني الداخلي!
يمكن لحزب الله رفع الضغط عنه بزيادة الضغط الأمني على الحكومة، بموجة تحركات أو اغتيالات لا يشارك فيها الحزب بالضرورة بشكل مباشر!
في الواقع، تصر الحكومة على سحب سلاح الحزب. ويصر الحزب على الاحتفاظ به!
وفي ظل المواجهة الداخلية، يمكن لل”حَكم” الأميركي أن يعطي ضوءاً اخضر لاسرائيل لإطلاق حرب “جديدة” ضد لبنان! يعتقد كثيرون أنها ستكون مدمرة! حرب ترفضها بالتاكيد الحكومة اللبنانية. وستسعى لتجنبها!
ولكن هذا ما يعني في الواقع أن حزب الله سيكون في مواجهة داخلية وخارجية في آن! وهذه المرة من دون عمق سوري ولا إسناد إيراني.
في الظاهر، هناك تضامن من رئيس مجلس النواي نبيه بري مع حزب الله، باعتبار أن الوحدة بينهما أهم من أي قرار حكومي.
ولكن ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه رئيس مجلس النواب في هذه المرحلة؟ هل يبقى طرفاً؟ أم يحاول أن يكون حكماً؟!
خسر حزب الله في الداخل اللبناني جولات سياسية عديدة حتى الآن! بدأت بسحب شرعية سلاحه، وبإسقاط نهائي لثلاثية “شعب، جيش ومقاومة”. وبتبني ورقة الموفد الأميركي توم براك لسحب سلاح الحزب من كل لبنان. وبتكليف الجيش وضع خطة لسحب سلاحه!
اليوم، يمر لبنان بمرحلة دقيقة وخطيرة، كالعادة، منذ 50 سنة! ولكنها قد تأخذه هذه المرة إما الى “بناء الدولة” وإما الى “ظروف تقسيمية”! ولكن الأكيد أن الشتاء اللبناني يبدو حارا جداً!