#خسوف_القمر الدامي في الحوت : إغلاق صفحة ماضٍ وفتح نافذة على #المستقبل

بقلم كوثر شيا
@kchaya

المشاعر التي نعيشها اليوم ليست النهاية، بل صدى كوني ما زال يتردد. بيروت “٨ أيلول ٢٠٢٥”، ومع انطفاء وهج الليلة الماضية، حمل القمر في برج الحوت إلينا درسًا لم يكن مجرد لوحة سماوية من النحاس والضياء. الخسوف الكلي الذي شهدناه لم يكن حدثًا عابرًا، بل طقسًا علاجيًا جماعيًا، حيث غسلت الأرض عتبات أرواحنا قبل أن تنام، تاركة وراءها طيفًا من المشاعر التي ما زلنا نلمسها مع شروق شمس هذا الصباح.

انتهاء الظاهرة في السماء لا يعني انتهاء فعلها فينا؛ فالخسوف كان بمثابة زرع بذور في تربة وعينا، وما نشعر به اليوم هو بدايات إنباتها.

ليلة الخسوف: حين انكشفت الطبقات المخفية

وقف القمر غارقًا في ظل الأرض، يتوشح بالحمرة، ليصبح مرآة للروح. في برج الحوت – رمز العاطفة واللاوعي والذوبان في كلٍّ أكبر كان الخسوف أقرب إلى جلسة علاج جماعية:
•   ذكريات دفينة ظهرت.
•   مخاوف مكبوتة صعدت.
•   مواهب روحية خجولة طالبت بالاعتراف.

كان هذا الانكشاف فرصة لالتقاء النفس بما خفي عنها.

تجربة جماعية عبر الكوكب

أكثر من ٨٠٪ من سكان الأرض رفعوا أنظارهم إلى السماء في الليلة الماضية لمشاهدة هذا المشهد النادر، ومعه أطلقوا تنهيدة التحرر الجماعي. ما جرى لم يكن مجرد حدث فلكي، بل لحظة وحدة إنسانية على مستوى الكوكب. نحن هنا، كنا مجموعة صغيرة على الجبل مطل على الباروك نتأمل معًا ونرصد الخسوف، نفتح قلوبنا ونسمح لأنفسنا بالتحرر. حتى الكاميرات التي التقطت الفيديوهات لم تكن توثق صورة فحسب، بل كانت تحفظ لحظة اهتزاز روحي يمكن العودة إليها ورؤية ما انكشف من أسرار بين الضوء والظل.

سر التشكيل الفلكي: مثلث الماء الشافي

لم يكن المشهد مجرد خسوف عادي؛ بل جزءًا من معادلة طاقية عميقة:
•   الحوت (القمر المخسوف): دعوة لترك الأوهام والتسليم لما هو أوسع من الذات.
•   العقرب (ليليث): عملية تنظيف جذرية، كمن يجري جراحة للروح.
•   السرطان (المشتري): حضن شافٍ، يذكّرنا أن البيت – المادي أو الداخلي – هو ملاذنا الآمن.

هذا المثلث المائي أعاد ترتيب خريطة الروح، واضعًا خطوطًا جديدة لمسار الأيام المقبلة.

اليوم وما بعده: كيف نستجيب للصدى؟

ما نشعر به الآن – سواء كان إرهاقًا، دموعًا بلا سبب، أو سلامًا داخليًا غير متوقع – هو دليل أن أجسادنا الطاقية ما زالت تهضم ما جرى. وللتعامل مع هذه المرحلة:
1. اسقِ نفسك: الماء هو الوسيط بيننا وبين عنصر الحوت، أكثر من شربه الآن يعني دعم تدفق الطاقات.
2. اكتب وتأمل: ما لم يتضح أمس قد يكتمل اليوم. دوّن خواطرك دون فلترة.
3. تجنّب القرارات الحاسمة: نحن في عبور حتى بوابة ٩/٩. اسمح للوقت أن يعمل معك.
4. تهيأ للبوابة: الخسوف كان تحضيرًا. ٩/٩ هو لحظة تجسيد النوايا. اسأل نفسك: ما الذي تريد أن تحمله معك للفصل الجديد؟

الرسالة الأخيرة

لم يكن الخسوف نهاية، بل بداية متخفية في ثوب النهاية. لقد ترك على شواطئ أرواحنا رسائل منسية وكنوزًا دفينة، وأحيانًا حطامًا وجب أن نتخلى عنه. الرسالة الكونية الآن واضحة: ما رحل قد فتح الباب، وما انكشف هو الدليل. ثق أن الكون يعمل دومًا لصالح شفاءك وتكاملك.

اخترنا لك