بقلم سمير سكاف – كاتب وخبير في الشؤون الدولية
تخطت اسرائيل خطوط حمر جديدة بالاعتداء على قطر وعلى سيادتها! “شاكرة إياها” على كل تعاون!
فعملية اغتيال قادة لحماس في الدوحة لا يمكن اعتبارها مسألة “اسرائيلية – فلسطينية” فحسب. وذلك، بمعزل عن حرب اسرائيل على غزة!
بل إن اسرائيل ضربت مرة جديدة، خارج أراضي المواجهات العسكرية في فلسطين، واليمن ولبنان والعراق وإيران… لتستهدف دولة عربية ذات سيادة، ليست على تماس عسكري معها!
قطر التي اعتبرت أن الاعتداء الإسرائيلي انتهاك صارخ وجبان لكافة القوانين الدولية وتهديد خطير لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر، سوف تتوجه لاشك الى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وخاصة الى الاميركيين لتسجيل اعتراضها على هذا الاعتداء!
علماً أن قطر تلعب منذ زمن طويل دور الوسيط الى جانب الأميركي، بين الاسرائيلي وبين حماس، باستضافتها كل اجتماعات التفاوض والهدنة وتبادل الأسرى! ومن المفترض بالتالي أن تكون اسرائيل شاكرةً لقطر على استعادة العدد الأكبر من أسراها لدى حماس!
في هذه الأثناء لا يخفي الاسرائيليون أنهم قد أبلغوا الولايات المتحده مسبقاً بالهجوم ضد حماس في قطر. وأن القيادة الأميركية قدمت لهم دعما كاملاً! وقد أكدت القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول إسرائيلي هذا الامر بالقول إن ترامب أعطى الضوء الأخضر للهجوم على قيادة حماس في قطر!
وفي حربها على حماس تستمر اسرائيل باغتيال ما تبقى من قيادة الحركة خارج الأراضي الفلسطينية. فهي كانت نفذت في السابق اغتيالات في لبنان وسوريا والأردن… وهي تريد القضاء على كل قادة حماس في الصفوف الأولى السياسية والعسكرية لتبديد ما تبقى من مقاتلين، وتسهيل استسلامهم!
اسرائيل التي تسعى الى جرف غزة والى ترانسفير أهلها، والى الاطباق على مدينة غزة المحاصرة تستمر في هدم الأبراج وتهجير أهلها مرات ومرات، من أحياء الى أحياء، جنوباً وشمالاً… من دون مخارج أو معابر أو ملاجىء، ومن دون مستشفيات، وفي حالة تجويع قاتل، بعملية عربات جدعون 1 و 2!
تُسقط اسرائيل خطوط حمر إضافية. وهي تستبيح السيادة حيث تشاء لتنفذ اغتيالاتها.
هذا ما يحدث في زمن “الشرق الأوسط الجديد” والانتداب الأميركي الأحادي له، وما سوف يستمر في الحدوث في زمن “الأمن الاسرائيلي”، الذي يعلو فوق القانون الدولي والمؤسسات الأممية! وفي زمن لا تسد الاستنكارات الدولية جوعاً ولا تروي عطشاً!
اليوم قطر، غداً أين؟!