بقلم محمد عبدالله
بين الثامن من كانون الأول (يناير) 2024 والثاني عشر من كانون الأول (يناير) 2005 أربعة أيام هي التي تفصلنا عن ذكرى جبران تويني شهيد الكلمة والحرية، رفيق الدرب الشاق والكلمة التي انتصرت على السيف. وقرابة الشهرين في 4 شباط (فبراير) 2021 على ذكرى اغتيال لقمان سليم وقبلها سمير قصير. وبنفس الشهر 14 شباط (فبراير) 2005 تاريخ بدء تدمير لبنان باغتيال الشهيد رفيق الحريري وغيرها من التواريخ التي نتوقف عندها في سلسلة الإجرام والقتل التي عشناها.
فمنذ المفتي الشهيد حسن خالد والمعلم الشهيد كمال جنبلاط والرئيس رينيه معوض والقائمة تطول من شهداء لبنان وصورة الأرز على يد النظام السوري.!
كل هذه المشاهدات التي ولدت الانفجار الكبير في 14 آذار (مارس) وكان لي الفرصة من مواكبتها في كتاباتي بالنهار يومها، ومن ثم انتفاضة الشعب اللبناني التي واكبناها مع جبران من على سطح جريدة النهار المطل على ساحة الشهداء وقسمه الشهير الذي ارتجف له كل مواطن لبناني حر يود العيش بكرامة مع أخيه المواطن مسيحياً كان أم مسلماً!
ولكن فسحة الأمل خمدت بعد ذلك عشرة أعوام حتى عادت ثورة الشعب اللبناني في 2015، لتتفجر من جديد، في مشهد موحد ولكنها أيضاً تعرضت لانتكاسة المنظومة السياسية التي نجحت في الحد من امتدادها.
الشعب اللبناني الحر عاد وانتفض عام 2019 في مشهد انهيار كامل، وأتى من عمل على تدجينها وإشراكها في منظومة هي أصلاً موضع استهداف انتفاضة الشعب اللبناني!
أردت الإشارة إلى هذه العجالة التاريخية ليس للسرد، ولكن كي نعيد الأمل للشعب اللبناني الذي انتفض في العشرين عاماً الماضية أكثر من ثلاث مرات ولم يحرز رؤية المشهد السوري الذي نراه اليوم.
وكما حققت الثورة في سوريا التغيير، لا محالة، سيأتي اليوم الذي نحتفل فيه بقيام دولة المؤسسات والقانون ويعيش هذا الشعب جنباً الى جنب بدون فائض القوة لأي جهة، وفي دولة على قدر تطلعاتنا!
إذاً ها هو الشعب السوري وبعد اخفاقات لسنوات، يحقق النصر الإلهي الذي وإن تأخر يثبت أن الله لا يضيع حق المظلومين، وأن عدالته واقعة لا محالة.