بقلم بلال مهدي
@BilalMahdiii
رغم أنني في إجازة، إلا أن جنون نعيم قاسم استوقفني…
كعادته، يطلّ الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم بخطاب مشبع بالازدواجية والنفاق، وهذه المرة متوجّهًا إلى المملكة العربية السعودية وكأنّه وليّ الأمر في شؤون اللبنانيين. لكن الحقيقة الواضحة التي لم يعد يجهلها أحد، أنّ اللبنانيين ضاقوا ذرعًا بهذه اللغة الخشبية، وأنّ العرب جميعًا خبروا جيدًا ألاعيب محور إيران ووجوهه المستنسخة.
أيُّ صدقيةٍ تلك التي يتحدث عنها قاسم وهو يبيع الوهم في سوق الشعارات المستهلكة؟ كيف يمكن لرجلٍ قضى عمره في صناعة العداء والتحريض أن يتنطّح فجأة بصفة المصلح الداعي إلى “الأخوّة العربية”؟! إنّها كوميديا سوداء يضحك منها الناس بدل أن يصدّقوها.
ونسأل بصراحة، من يمثّل نعيم قاسم اليوم؟ باسم من يتكلّم؟ أهو مفوَّض عن ملايين اللبنانيين الذين باتوا يعرفون أنّ “حزب الله” لا يعبّر عنهم، ولا حتى عن أبناء الطائفة الشيعية الذين خرجوا من أسر الوصاية، وأصبحوا قادرين على بناء علاقاتهم مع الأخوة العرب بلا وساطة ولا وصاية ولا إذن من أحد؟
إنّ هذا الخطاب لم يعد يجد أرضًا يزرع فيها أوهامه، لا في الداخل اللبناني الذي شبع كذبًا، ولا في وجدان العرب الذين اكتووا بنار محاور الدمار القادمة من طهران. وبالتالي، فكل محاولة لتلميع الوجه الكالح للمشروع الإيراني في لبنان صارت عبثًا في زمنٍ انكشف فيه المستور.
لذلك نقولها بوضوح، آن الأوان لإحالة نعيم قاسم إلى التقاعد المبكر، فلبنان لم يعد يتحمّل خطابات الجنون ولا أوهام الوصاية. وعلى “حزب الله” أن يكتفي بما جنته يداه، وأن يفهم أنّ زمن الوعي قد بدأ، وأنّ الناس لم تعد تصغي لمهرّجي الشعارات بل لصوت الحقيقة وحده.